أيام معدودة ندعو المولى عز وجل أن يطيل لنا فى عمرنا ونعيشها، ألا وهى أيام شهر رمضان المبارك، تلك الأيام النورانية المباركة المليئة بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، والتى نتقرب فيها إلى الله.
فهيا بنا نجدد العهد مع الله ونعمل أعمال صالحة تقربنا منه وتجعلنا من أهل جنته، فهل من صديق يضم صوته لصوتى وندعو أنفسنا وأصدقائنا وأحبابنا لنغتنم هذه الفرصة التى ننتظرها كل عام بفارغ الصبر.
ما من إنسان منا إلا وله أخطاء وما من عبد منا إلا وله ذنوب وآثام، ولكن تختلف كمية ونوعية هذه الذنوب من إنسان لآخر لأننا لسنا بمعصومين من الأخطاء والذنوب، ولكن الفائز هو الذى ينجو بنفسه قبل فوات الأوان وقبل أن ينساق وينخرط فى نزواته وشهواته ولا يستطيع أن ينقض العهد مع الشيطان الذى كل مهمته هى إغواء بنى آدم والزج بهم فى نار جهنم، وعندما يحين وقت الحساب يقول قولته المذكورة بالقرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِى الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِى عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِى إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"صدق الله العظيم".
ولنجدد النية مع أنفسنا أولاً وكلنا يعلم ما مدى تقصيره سواء فى الصلوات أو الصيام أو الصدقات أو اللهث وراء الملذات والشهوات الزائلة.
ثم نبدأ بمن نعول وهم الزوجة والأبناء ولنتابع أعمالهم ونحثهم على الانتظام فى كافة الفرائض والعبادات ولنذلل لهم كل العقبات الفقهية، وما أكثر أساليب وطرق التفقه فى الدين هذه الأيام سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة ولنكون قدوة لزوجاتنا وأبنائنا لأننا سوف نُسأل عنهم كما سيُسأل آبائنا عنا لأنها رسالة ممتدة من جيل إلى جيل والفائز هو الذى يرعى أمانته التى أودعها له المولى عز وجل سواء الزوجة أو الأبناء أو الآباء ولنا هنا وقفة مع الآباء وبر الوالدين الذين إن قمت برعايتهم والبر إليهم وطاعتهم فيما لا يُغضب الله ستكون من أهل الجنة بأقل مجهود لأن رضاهم من رضا المولى عز وجل.
ولنبتعد عما يغضب الله لأننا كلنا نعلم الحلال من الحرام ولنأخذ العبرة من أشياء صُنِعت من أجل خدمة الإنسان ولكننا نحن الذين نُسيئ استخدامها ونجعلها بابا من أبواب إبليس ألا وهو الفيس بوك الذى صُنع من أجل التواصل الاجتماعى فى شتى بقاع الأرض وتعريف الناس ببعضهم وتبادل الأفكار والآراء والمعلومات ولكن مع التطور المُخزى للأخلاق أصبح الفيس بوك بابا من أبواب جهنم ولما لا وهو أصبح مليئا بالصفحات الإباحية التى تهبط عليك بالبراشوت والألفاظ الخادشة للحياء والأخبار الكاذبة الخادعة وقس على ذلك الكثير والكثير والشىء بالشىء يذكر لأنه فى نفس الوقت تجد فى هذه التكنولوجيا الحديثة من يأخذ بأيدينا للطريق الصحيح والإرشاد الدينى.
ولكن هل نستطيع أن نقول أن العيب فينا نحن أم أننا أمام هجمات شرسة وتقليد أعمى لكل ما هو غربى مما كان له من تأثير سيئ علينا وعلى أسرنا ومجتمعنا، ولنعلم جميعاً أن النجاة والنجاح فى اتباع طريق الهداية ولنغتنم فرصة هذه الأيام المباركة ولنجدد عهدنا ونبدأ من جديد والفائز الحق هو الذى يستطيع أن يستمر ويقاوم رغباته ونزواته والتصدى لمكائد إبليس لأن الأيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
النفس تبكى على الدنيا وقد عَلِمت أن السلامة فيها ترك ما فيها .
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التى كان قبل الموت يبنيها.
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشرٍ خاب بانيها.
يا نفس كُفى عن العصيان
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة