إن مشكلة انتشار هؤلاء الباعة فى الشوارع على الأرصفة، حتى وصل وجودهم بجوار قضبان السكك الحديدية هى التى جذبتى للتحدث معهم ومعرفة أسباب طرق بيعهم هذه، وهل طرق البيع هذه تعتبر وسيلة للقضاء على البطالة وحصولهم على دخل لإعانتهم أم ماذا؟ ذكرت إحدى البائعات أنها تبيع فى الشوارع منذ سنوات وبسبب بطالة ومرض الزوج، اضطرت للعمل هكذا، وبالرغم من دفع مبلغ مالى للبلدية، إلا أن المضايقات مستمرة من خلال أخذ صوانى الفاكهة والخضرة حتى وصل إلى أخذ الميزان، مما اضطرت لشراء آخر وأوضحت أنها قامت بتأجير محل منذ فترة طويلة ولكنها تركته لغلو سعره والتزامها بدفع الضرائب وأن الدخل قليل لا يكفى وما زالت تدفع ضرائبه حتى اليوم، وبالرغم من أنها تبيع بالشارع إلا أن لها زبائن خاص بها وتقوم بتنظيف مكانها ورشه بالماء قبل رحيلها، وذكر بائع آخر أن الحكومة لا بتشغل حد ولا عايزين حد يشتغل فماذا يفعل ليأكل ويشرب ويربى إخواته؟
وذكر بائع آخر من الصعيد، أن بلد الرزق هى بلده وهو يتنقل من مكان لآخر بحثا عن رزقه وأن سبب استمراره فى البيع هكذا كثرة الغلابة وغلاء الأسعار بالمحلات فيقومون بالشراء منه، أما عن المواطنين فيفضلوا الشراء من هؤلاء الباعة لارتفاع أسعار المحلات وأن نوعية بضاعتهم جيدة مثل الموجودة بالمحلات ولكن يعاب على البائعين صوتهم العالى والألفاظ البذيئة وزحامهم للشوارع، وأوضح صاحب أحد المحلات، أنه ما دام هؤلاء الباعة خارج نطاق محله وعدم تمركزهم أمامه فلا بأس وأن هؤلاء الباعة لا ينافسوه فى رزقه لأن كل واحد مكتوب له رزقه.
أما عن رأى مجالس المدن (البلدية) فأكدوا أننا نحن المواطنين السبب فى انتشارهم بقوة خارج الأسواق لأننا نشترى منهم ونصبح زبائنهم فيرفضوا الدخول للسوق لأنه أصبح معروفا بمكانه وأن محاضر إشغال الطريق تصل ل50 باليوم من كثرة هؤلاء الباعة، ونفى أخذ البلدية أى بضاعة من هؤلاء الباعة، ويشجع المواطنين عدم التعامل مع هؤلاء الباعة، وأوضح أن قانون إشغال الطريق رقم140 لسنه1956 يعطى الحق بالبيع ولكن بمساحة معينة بشرط ألا يعوق الطريق وممنوع البيع فى الطرق الرئيسية منعا للحوادث، وإذا أراد البائع أن يزيل المخالفة يقوم بعمل مصالحة مع البلدية مع عدم الرجوع للبيع الجائل مرة أخرى، ومن هنا نجد المعاناة التى يعانيها هؤلاء الباعة، فمن ناحية لا توجد وظائف للقضاء على البطالة وحصولهم على دخل لإعانتهم، ومن ناحية أخرى منع البيع بالشوارع للقضاء على الزحام، فماذا يفعل هؤلاء الباعة هل يحجزوا مقعدهم على إحدى المقاهى وبذلك ننتهى منهم؟ أم توفر الحكومة عملا لهم وبذلك يصبح لديهم دخل يقوم بإعالتهم؟
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة