سهير جودة

تفاءلوا بالشعب.. تجدوه

الخميس، 30 مايو 2013 05:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب وحده هو الذى نعثر عليه حيث لا نتوقعه..إنه ككل الأشياء النادرة هدية المصادفة، ولكن الشعوب لا تعثر على نهضتها بالمصادفة، ولو تركت نفسها للصدفة لتعثرت وسقطت فى كل لحظة، حتى صار سقوطها درسا للفشل ونموذجا للإخفاق، فليس بالدعاء والصلاة - التى تصورها الكاميرات ويصطف فيها الحراس - والانتظار، تنهض الأمم. والمشاكل المصرية خاصة الاقتصادية ليست وليدة الصدفة ولا تم اكتشافها فجأة، دائما هى معروفة وواضحة وتتحدث عن نفسها، ولكننا ندمن التعامل معها فى الوقت ما بعد الضائع، وأزمة الكهرباء ومن قبلها السولار، نماذج واضحة لكيفية تعامل أولى الأمر مع مشاكلنا، مؤكد أننا لم نكتشف هذه الأزمات فجأة ومؤكد أن مسؤولى وزارتى البترول والكهرباء وقبلهما رئيس الوزراء وقبلهم جميعا رئيس الجمهورية قد علموا بما نحن مقبلون عليه من «أزمة ظلام»، ولكن يبدو أن «التصحر الفكرى» أصبح مشروعا قوميا فى مصر، وكأن العقول الموصدة قدرنا، وبالتالى فلا بحث عن خطة أو حلول حقيقية.

حالة الإظلام التى تعيشها مصر الآن تعكس لنا مدى «ظلمة» عقول من يديرونها، فهى أزمة كاشفة لعتمة الرؤية والتخطيط والتفكير فى جميع أزماتنا، تعكس استمتاع الحكام باستهلاك احتياطى الصبر لدى الشعب المصرى، هل فكر أى مسؤول فى حلول حقيقية لمنع «ليل الظلام» عن مصر؟ هل هناك إدراك لفاتورة جرائم وخسائر حدثت وتحدث وستحدث؟ أم أن الرغبة فى الوصول إلى «القصور» وإحكام السيطرة على السلطة كانت هى الشىء الأهم والمهم، وكأن قدر مصر أن يصنع البعض منها ملكا عقاريا، ويديرها كما يدير مزرعة عائلية.
لا عدالة فى ثورات تتسلى الجماعة الحاكمة فيها بقسمة أنصبتها وينشغل الشعب بالغلاء وانكسار الطموح وخيبة الأمل الكبير ويتجلى إبداعه فى السخرية.. ينتظر فريق منه توفيق عكاشة «ليفرغ» شحنته الغاضبة و«يستمتع» بكلامه وينتظر فريق آخر إبراهيم عيسى ليفهم ويستوعب ويستريح وكأن «إبراهيم» تحدث بلسانهم فصرخوا وانتقدوا واستراحوا، وفريق ثالث ينتظر باسم يوسف كمن ينتظر مباراة كرة قدم ممتعة، يسخر باسم ويحرز الأهداف الرائعة وتضحك الناس وتهدأ ثوراتهم الغاضبة لتكسب الجماعة الحاكمة على الأرض وتنفذ أهدافها من إبداع السخرية فى الهواء والفضاء الإلكترونى.إبداع السخرية هدية الشعب المصرى لحكامه الغاضبين من هذه السخرية، وهم لا يعلمون أنهم الفائز الوحيد، وأنها هدية ثمينة لهم، ويخطئ من يظن أنه عبر عن غضبه واكتفى بالتوقيع على «تمرد» واستراح ضميره وينتظر النتيجة، الإبداع الحقيقى، فعلا وعملا يحمل مقاومة مستمرة ومتنوعة على الأرض.. الحل هو الشعب وتفاءلوا بالشعب تجدوه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة