رفض محمود الحمزة، ممثل المجلس الوطنى السورى المعارض فى موسكو، تصريحات وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف التى أدلى بها اليوم، الخميس، بأن ائتلاف المعارضة "لا يريد الحوار ويسعى للتدخل الخارجى فى سوريا".
وفى اتصال هاتفى مع وكالة الأناضول، أكد عضو المجلس، أكبر تكتل داخل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، على أن "روسيا ترغب بالحوار والحل السياسى وفق الشروط التى تناسبها وتناسب النظام وهى لا تؤمن أصلاً بمطالب الشعب السوري، وتعتبر أنه يتوجب على المعارضة أن تأتى لبشار الأسد (رئيس النظام السورى) وتتلقى منه التعليمات".
وتابع "أستغرب تصريحات لافروف وأشكك أصلاً فى انعقاد مؤتمر جنيف 2 خاصة فى ظل حالة الامتعاض الروسى من التطورات الأخيرة فى الملف، كرفع الأوربيين حظر الأسلحة عن المعارضة السورية وزيارة السيناتور الأمريكى جون ماكين إلى الأراضى المحررة فى سورية مطلع الأسبوع الحالى".
وعن مصلحة روسيا من امتداد الصراع فى سوريا لفترة أطول رأى عضو المجلس أن "موسكو غير معنية بإنهاء الصراع لأنها مستفيدة منه من خلال الحفاظ على مصالحها فى المنطقة وكذلك اتخاذها من سورية ورقة ضغط إستراتيجية على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة المحتارة فى نوع الدعم أو التدخل الذى تنوى القيام به فى سوريا".
وحول رأيه فى شروط الائتلاف التى أعلن عنها بالأمس لموافقته على المشاركة فى مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده قريبا قال الحمزة إن "ما طالب به الائتلاف المجتمع الدولى بتحقيقه للمشاركة فى جنيف هى مطالب الشعب السورى وتعد مطالباً مشروعة"، على حد وصفه.
وأعلن لافروف فى مؤتمر صحفى عقده اليوم أن الائتلاف الوطنى السورى المعارض "لا يريد إطلاق العملية السياسية ويسعى، على ما يبدو، إلى تدخل خارجى لحل الأزمة". وذلك حسبما نقل عنه موقع روسيا اليوم.
وأكد لافروف خلال مؤتمره أن "مطالبة الائتلاف الوطنى برحيل الأسد لبدء الحوار شرط غير واقعي، والأمريكيين والأوروبيين يدركون ذلك"، معرباً عن أمله فى أن "قوى عقلانية" فى أوروبا والولايات المتحدة "ستضغط على تلك القوى التى تدعم الائتلاف الوطنى وتحاول تقديمه كأنه جهة وحيدة يجب للحكومة السورية إجراء الحوار معها".
وكان الائتلاف الوطنى قد رحب أمس الأربعاء بالمشاركة فى مؤتمر جنيف 2 بشروط على رأسها "وقف أعمال القتل والتدمير التى يقوم النظام بها، وتمكين قوى الثورة من الدفاع عن الشعب السورى المظلوم، ووقف غزو قوات إيران وميليشيا حزب الله لسوريا وإخراجها منها، وأيضاً ألا يكون بشار وقادة أجهزته الأمنية فى المرحلة الانتقالية".
وكان وزيرا الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الروسى سيرغى لافروف، قد اتفقا خلال لقائهما فى موسكو مؤخرا على عقد مؤتمر دولى حول سوريا فى جنيف -مرجح الشهر المقبل- ليجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة من أجل إيجاد حل سياسى ينهى الصراع الدامى الدائر منذ مارس 2011، وذلك استنادًا إلى اتفاق "مؤتمر جنيف 1".
واتفاق جنيف 1 وضعته مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية) فى 30 يونيو 2012، ويقضى بحل الأزمة سلميًّا عبر عملية سياسية تتضمن إجراء انتخابات برلمانية وتعديلات دستورية، غير أنها لم تشر إلى رحيل رئيس النظام السورى بشار الأسد؛ مما فجر خلافات حول هذا الاتفاق.
المجلس الوطنى السورى: تصريحات لافروف مرفوضة وشروط الائتلاف مشروعة
الخميس، 30 مايو 2013 01:14 م