المعارضة المصرية! إذا كان الرئيس قسم الشعب المصرى؟ وإذا كان مرسى ضرب عرض الحائط بكل أحلام شباب مصر الذى خرج فى 25 يناير، وإذا كانت مصر تعرضت لضربات متلاحقة فى هيبتها وسيادتها فى عهد الرئيس الإخوانى، أفلا يجدر بنا أن نقف دقيقة واحدة ونصارح أنفسنا ماذا قدمت أيضا المعارضة لمصر حتى الآن إذا كان النظام السياسى برمته بهذه الدرجة من السوء.
تختلف مع أو تتفق فإن المعارضة تعطى شرعية للرئيس أكثر مما يمتلك ففى الوقت الذى تتراجع فيه شعبية الرئيس وجماعته تتراجع جبهة الإنقاذ الوطنى _ القطب الأول للمعارضة_ فهى لم تستطع أن تطور خطابا إعلاميا يلقى قبولا داخل الشارع المصرى ولم تقدم بديلا حقيقيا لأى من مشاريع القوانين التى رفضت مناقشتها داخل مجلس الشورى، وكان صوتها خافتا فى ظل أزمة شرسة بين القضاء وجماعة الإخوان.
مع نشأة الإنقاذ دب الأمل من جديد فى قلوب كثير من المصريين أن تكون هى المخلص من النظام الإخوانى الذى يفرض سيطرته على الدولة يوما بعد يوم، بل واعتقد كثيرون أن قادة الإنقاذ سيضربون مرسى بالقاضية منذ اليوم الأول ولكن فى الحقيقة وبعد مرور أشهر عديدة على إعلان تشكيل الجبهة انشغل معظم قياداتها والأحزاب المنضوية تحت عباءتها بتشكيل هيكلها والصراع حول المناصب بداخلها وحتى ذلك عجزت أن تقوم به.
منذ اليوم الأول عكفت الإنقاذ على نوع واحد فقط من العمل السياسى وهو الدعوة للمظاهرات، ونسيت بل تناست أن العمل السياسى لا يمكن أن يختزل فى المليونيات والوقفات الاحتجاجية فهناك خطوتان رئيسيتان للعمل السياسى لم تقم بهما الجبهة حتى الآن فالوجود فى المواقع التنفيذية داخل الدولة عاملا كبيرا إذا ما أرادت التغيير، وهو ما قابلته الجبهة بالرفض التام حينما فكر مرسى وجماعته فى استقطاب ولو جزءا بسيطا من أعضاء الجبهة داخل الحكومة أو هيئته الاستشارية.
وأعلنت الجبهة مقاطعتها للانتخابات التشريعية، التى كان من المنتظر أن تجرى خلال هذه الأيام لولا رفض الدستورية لقانون الانتخابات بالرغم من أن سلطة مجلس النواب تكفى لتحقيق كل مطالب المعارضة إذا ما استطاعت الجبهة الوصول للأغلبية، أما الخطوة التالية التى سقطت من الإنقاذ هى التواصل الفعلي مع الجماهير فى الشارع ففى الوقت الذى تعتبر فيه الجبهة أن السكر والزيت الإخوانى رشوة، لم تذهب إلى القرى والنجوع وتقدم بديل شرعي وفى الوقت الذى رفضت فيه الجبهة ضم شفيق لها باعتباره فلولا رفضت التواصل مع قطاع عريض صوت له خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.
الصراع بين الحكومة والمعارضة فى مصر، صراعا على الكرسى وليس من أجل المصلحة الوطنية، فما يوافق عليه الحزب الحاكم ترفضه الجبهة بلا تفكير وما تطالب به المعارضة يرفضه الحزب الحاكم بلا شك وأبسط مثال مشروع قناة السويس الذى طالب به كل الشعب المصرى قبل وصول مرسى للحكم وعارضته الجبهة بعد أن أعلن مرسى بدء تنفيذه، وكذلك تصويت الجيش والشرطة فى الانتخابات، فما كانت ستوافق عليه المعارضة حال استمرار المجلس العسكرى فى الحكم ولكنها بادرت بالموافقة عليه فورا حينما رفضته الأغلبية الإخوانية فى الشورى.
والنتيجة الحقيقة التى خرج بها الشارع المصرى عن الحكومة والمعارضة إن كليهما فاشل، وكلاهما يجب أن يرحل، أو يكون هناك خيار ثالث صعب على الحكومة وصعب على المعارضة وهو أن يضع كل منهما يده فى يد الآخر، وتكون مصر من وراء القصد.
عدد الردود 0
بواسطة:
taher
بجد مقال جميل جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المصرى
مفيش كلام بعد ده
عدد الردود 0
بواسطة:
hanan
براقو
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن عمك يا امين
مقال فتاااااااااااااااااااااك
مقال فتااك ومجرم