محمود عبد الرحمن يكتب:اصبر عليها..

الجمعة، 03 مايو 2013 01:36 م
محمود عبد الرحمن يكتب:اصبر عليها.. صورة ارشيفية<br> <br>

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرت لى بعين يملؤها الصخب والغضب، وقالت: "انت مش راجل"..انتظر.. انتظر.. أوقف جهاز الاستقبال واعملّه "Restart".. لا تتكلم الآن، لم تكن تقصد هى ما تقوله، لا "دا انت راجل وسيد الرجالة".

إن ما دار من آخر موقف بينكما كان له أكبر الأثر على تعليقها هذا، فهى تقصد مثلا تصرفك فى هذا الموضوع لم يكن على الوضع الأكمل من وجهة نظرها، لو كان أبوها أو أخوها فى مثل هذا الموقف كان تصرف تصرفا غير هذا، فهُما فى نظرها "الرجل كامل الرجولة"، فليكن رد فعلك حالها الحكمة لا الغلظة، واعطِ تفسيرا واضحا لفعلك، وسترى أن الأمر لم يكن إهانة لك، وما هو إلا تعبير منها خاطئ.

إذا أردت أن تنجح مع زوجتك، فعليك أن تضع فى الملف الخاص بها عندك صورا بجانب الصورة التى هى عليها الآن.

اصبرْ عليها.... ألم تكن قد ولدت لك أجمل طفل يشبهك؟

اصبرْ عليها.... ألم تعطِك تقديرَك أمامَ من يهموك؟

اصبرْ عليها.... ألم تقضِ معك أصعب الأيام؟

اصبرْ عليها.... فهى التى تمر بتغييرات فسيولوجية خاصة بها، سواء كل شهر تجعلها فى أصعب حالاتها، أو بوقت الحمل وشعورها بكائن يجول بأحشائها.

اصبرْ عليها.... ألم تكن هى البنوتة المدللة ببيت أبيها، لم تعن بشىء سوى الاهتمام بنفسها ودراستها، أما الآن...!

اصبرْ عليها.. بعدما كانت تنام بجانب أمها وأبيها، باتت تنام بجانب رجل غريب، والأدهى والأمر أن هذا الغريب يأمرها وينهيها، وباتت رهن إشارته.

اصبرْ عليها.... فهى الضلع الضعيف لم يطق القوة ولا العنف، فربما انكسر ولن يعود لسابق قوامه.

اصبرْ عليها.... فهى التى تضحى بكل شىء مقابل شىء واحد، هو تقديرك لما بذلته من جهد، وفى المرة القادمة ستبذل جهدا أكبر، أليست مقايضة مربحة جدا؟! فتذكرْ لا تغفلْ.

اصبرْ عليها.... فهى الكائن الذى تكسبه وتكسب كل ما فيه بقبلة صادقة ليدها بعد الغداء، بكلمة من القلب: "ربنا يخليكى لىَّ"، "أنا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه؟".

إذا كنت تريد.... أن تحبَ أهلك، فاحترم أهلَها احتراما جما.

إذا كنت تريد.... أن تهتم بأولادِك، قلْ: أجمل ما فى الأولاد أنهم يشبهوكِ بكل شىء.

إذا كنت تريد.... أن تراها مبتسمة دائما، قل: ما أجمل ابتسامتك.

إذا كنت تريد.... أن تجعل نفسها أجمل امرأة فى الدنيا، كن أنت أبهى رجل فى الدنيا، فكما تحب أن تراها، اهتم بنفسك لتحب أن تراك.

إذا كنت تريد.... أن تسمع منها أجمل ردود الكلام، فبدل كلامك أنت أولا.

إذا كنت تريد.... ألا يُذكر أبدا مساوئ كانت بينكما قديما، احتوِ المشكلة ولا تعطها أكبر من حجمها، والأهم ألا يتدخل أحدٌ بينكما، لفكرة بسيطة فسَّرَها ربُ العزة "إنْ يريدا إصلاحا"، فليس كل من يتدخل يريد الإصلاح.

أنا عن نفسي.. هاصبر..... وأنت؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة