عندما قامت الثورة وتحديدا يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، كان الرئيس محمد مرسى داخل جدران سجن وادى النطرون وقد كانت همومه ترتبط بما يدور فى الشارع المصرى، كانت هموم محمد مرسى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين لا تتعدى حدود الأسرة والجماعة ومصر بشكل عام ولم تكن ترتبط بشكل أساسى بهموم السلطة وشؤون الحكم.
وما أن أتت لحظة إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بفوز محمد مرسى العياط بمنصب رئيس الجمهورية تبدل الحال من هموم السجن الضيق المظلم الكئيب إلى هموم الحكم الرحب الوثير، هموم لم يدركها د. مرسى لحظة إعلان النتيجة ولم تخطر بباله وقت النشوة بفرحة النصر بالمنصب الرفيع تمثلت هموم الرئيس مرسى وهو فى سدة الحكم إلى هموم أربع.
- هموم الابتلاء
- هموم المعارضة
- هموم الأصدقاء
- هموم الأداء
•هموم الابتلاء وهى هموم موروثة كان لزاما على من يأتى للحكم أن يواجهها متمثلة فى الخرقة البالية لكثير من مرافق الدولة وبنيتها الأساسية والاقتصادية التى غابت عن أعين النظام السابق عقودا طويلة وها قد حان الوقت لتظهر تبعاتها.
•هموم المعارضة والتى تتمثل فى الصراع العاتى ما بين المعارضة والسلطة والتى تكون فى كثير من الأحيان معارضة جدلية دون تقديم رؤى واضحة أو المشاركة فى حوار من أجل وضع حلول جدية قابلة للتطبيق للخروج من الأزمات الطاحنة والمشاكل الراهنة لكن فى كثير من الأحيان تختلق المشاكل بهدف تفريغ الأمور من فحواها للدوران فى حلقة مفرغة.
•هموم الحلفاء والأصدقاء وهذه بالذات أم الهموم، حيث إن الضرر الذى لحق بالرئيس ومؤسسة الرئاسة من تصريحات وممارسات بعض قيادات الجماعة يفوق الضرر والهموم الناتجة عن توجهات المعارضة.
•هموم الأداء وهى هموم مسؤول عنها مسؤولية مباشرة فهى ترجع إلى التردد والانفراد فى اتخاذ القرار بالإضافة إلى سوء الاختيار فى كثير من المناصب الوزارية وعلى رأسها رئيس الوزراء حيث لم يرقى الأداء إلى مستوى طموح المواطن العادى الذى كان يأمل فى حياه كريمة بعد الثورة تلبى احتياجاته الأساسية دون معاناة أو ذل السؤال وشر الاحتياج.
و مهما كانت الهموم وثقلها ومهما كانت المشاكل وحجمها، فإن المسؤولية منوطة بشخص الرئيس فهو الذى قبل التكليف وعليه أن يعمل لإنجاز ما وعد وكلفه به أبناء هذا الوطن، وله أن يستعين بمن هو أقدر على تخطى الصعاب وعبور المستحيل لا أن يرضى بأقل القدرات من صانعى أواسط الحلول فليس هذا المأمول خصوصا ونحن قد تعدينا العام الثانى من عمر الثورة المجيدة.
عبد النبى مرزوق يكتب:" مرسى من هموم السجن إلى هموم الحكم "
الجمعة، 03 مايو 2013 08:06 م