رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن أسلوب الحذر الشديد الذى تنتهجه الولايات المتحدة وبريطانيا فى التعامل مع فكرة التدخل العسكرى فى الأراضى السورية يعكس التخوف الشديد من تكرار الأخطاء التى ارتكبتها كلتا الدولتين فى حرب العراق جراء استنادهم إلى معلومات استخباراتية والتى اكتشفا فى وقت لاحق عدم صحتها.
وذكرت الصحيفة فى تقرير بثته عبر موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، أنه على الرغم من ارتفاع سقف التوقعات لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا لإنهاء جرائم الرئيس السورى بشار الأسد فى سوريا، فإن الولايات المتحدة لا ترتقى إلى تلك التوقعات، حيث تدرس فقط تزويد قوات المعارضة السورية بالدروع الواقية ونظارات رؤية ليلية وبنادق، بالإضافة إلى الأسلحة الأساسية الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تصريح الولايات المتحدة بامتلاكها الدليل الذى يثبت استخدام غاز سارين فى الأراضى السورية، ولكنها عجزت عن إثبات الجهة التى استخدمته، حيث اعترى بعض المسئولين العسكريين القلق حول إمكانية استخدام قوات المعارضة السورية الغاز من أجل تحفيز المجتمع الدولى على زيادة تأييده للمعارضة.
وأوردت الصحيفة تصريح وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل والذى يعد أول مسئول يقر علنا بالتحول الذى افترضه العديد من المراقبين، بناء على التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى أوائل هذا الأسبوع، حيث أكد هاجل على أن الولايات المتحدة تعيد دراسة فكرة تسليح قوات المعارضة السورية، كما نبه إلى أن دراسة فكرة تسليح قوات المعارضة لا تعنى بالتالى تنفيذها.
وقال هاجل فى مؤتمر صحفى "إننا ندرس كافة الخيارات"، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تزود قوات المعارضة السورية بمعدات الاتصالات والمواد الغذائية الأساسية، وأنها تدرس تزويدهم بالدروع الواقية ونظارات رؤية ليلية وبنادق بالإضافة إلى الأسلحة الأساسية الأخرى.
ونوهت الصحيفة إلى تصريح وزير الدفاع البريطانى فيليب هاموند، الذى كان برفقة هاجل فى المؤتمر الصحفى، وقال: "إن بريطانيا تدرس بحرص فكرة تسليح المعارضة"، ولكنه أشار إلى أن الحظر الذى فرضه الاتحاد الأوروبى لا يزال ساريا، ولكنه سينتهى فى مايو القادم، مما سيمهد الطريق إلى مناقشة تقديم ما يسمى بـ"المساعدات الفتاكة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تخوف العرب من تقديم الغرب المساعدات العسكرية لقوات المعارضة السورية، بينما يتباين ذلك التخوف إذا ما قامت الدول العربية بتقديم تلك المساعدات إلى المعارضة السورية، حيث يؤيد تلك الفكرة الطائفة السنية فى الأردن ولبنان على حد سواء، بينما يعارضها ما يقرب من غالبية الطائفة الشيعة فى نفس الدولتين.
"ساينس مونيتور":واشنطن ترفض التدخل فى سوريا خوفا من سيناريو العراق
الجمعة، 03 مايو 2013 07:08 م