زفرة السورى الأخيرة.. مسرحية تمجد الحرية ورفض الدكتاتورية

الجمعة، 03 مايو 2013 08:31 ص
زفرة السورى الأخيرة.. مسرحية تمجد الحرية ورفض الدكتاتورية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القاهرة 3 مايو أيار (رويترز) - بشىء من الرهافة يرصد الكاتب السورى الفارس الذهبى منحنى الثورات العسكرية ومصائر "الثوار" الذين يحولون بلادهم إلى سجن كبير ويصبحون بدعوى الحفاظ على الثورة جلادين يحترفون القمع والقتل حتى لو ضحوا بالشعب نفسه.

وتعالج مسرحيته (زفرة السورى الأخيرة) العلاقة بين جيلين أحدهما يمثله جنرال عراقى مهزوم يهرب إلى سوريا عقب احتلال العراق عام 2003 وجيل شاب يؤمن بحريته وينتزعها ويرى أن انهيار نظام الدكتاتور يبدأ قبل وصول الغزاة حين يتحول الشعب - الذى قامت الثورة من أجله- إلى جرذان وخونة وعملاء وجواسيس وفى أحسن الأحوال هم مجرد قطيع لا يستحق إلا الإهانة.

وجيل الحرية يمثله الأخوان الجامعيان "كمال" و"ريما" التى ترفض الاحتلال الأجنبى بالطبع ولكنها تؤمن بكرامة الشعب وأنه "لا يوجد شىء فى هذا العالم يبرر لأحد أن يدوس أحدا من أجل قضية" وأن الإنسان الذى يفقد كرامته أو يعذبه الجلادون حتى يفقد إحساسه بإنسانيته لا يصلح للدفاع عن قضية ولو كانت عادلة.

ومسرحية (زفرة السورى الأخيرة) يهديها الذهبى إلى مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق (1910-1989). وتقع المسرحية فى 118 صفحة متوسطة القطع وصدرت فى القاهرة عن (الكتب خان للنشر والتوزيع).

والعمل الذى صمم غلافه حاتم سليمان يضم نصا مسرحيا آخر عنوانه (صهيل الحصان العالى) وهو مونودراما عن السياق التاريخى والنفسى الذى يجعل المواطن العادى جلادا.

وهذا النص مهدى إلى المخرجين النشطين السوريين باسل شحادة وأحمد الأصم اللذين قتلا فى مايو آيار 2012 فى قصف مدينة حمص أثناء تغطيتهما للانتفاضة السورية التى اندلعت قبل 27 شهرا بهدف إسقاط حكم الرئيس السورى بشار الأسد.

وتبدأ مسرحية (زفرة السورى الأخيرة) بهروب الجنرال سعدون البغدادى بعد الاحتلال الأمريكى للعراق ولجوئه إلى أسرة صديقه الراحل أبو كمال فى دمشق ويجد ترحيبا من أرملة صديقه ومن ابنه كمال باعتباره بطلا.

أما ريما شقيقة كمال فلا تبدى ارتياحا له إذ تلاحظ فضوله وممارسته التلصص عليهم كما يحاول فرض آرائه القمعية على أفراد الأسرة.

وفى البداية يقول الجنرال إن "الرئيس والقادة يقودون الحرب المقدسة ضد الصليبيين الجدد" ويسحرهم بكلام معسول عن استمرار المقاومة الشعبية لقوات الاحتلال الأمريكى بعد تدمير الجيش الذى "انهار فى لحظات.

جيش كان يصنف الخامس عالميا، عشرات السنين فى التجييش العقائدى... انهار فى لحظات لا أعلم لماذا ولا كيف" ويروى لهم أن مجلس قيادة الثورة بقيادة صدام حسين كان يهدف منذ الوصول للسلطة إلى "رفع الظلم عن الناس" ولكن الجيل الذى يؤمن بالحرية سوف يفسر للجنرال الهارب لماذا انهار جيش بلاده.

فعلى عكس كمال الذى يعتبر الجنرال ضحية لا تتردد ريما فى التنبيه إلى خطورة إيواء مجرم "سفاح" طريد العدالة" وتتحداه أن يعود لينضم إلى مقاومة الاحتلال، ولكن الجنرال غارق فى ذكرياته عن إسقاط "النظام السابق الفاسد" قبل عشرات السنين وكيف أن صدام "ارتأى بأن القفزة الديمقراطية لم تنضج بعد" وبين الحرية والقمع مسافة لا يتجاوزها وعى الجنرال الذى ينهار حين يطلعه كمال على قرص مدمج يسجل وحشيته.

ولم ينضج وعى كمال فجأة ولكنه ثمرة صراع وشجار مع صديق الأسرة خالد منسق الحركة اليسارية للطلاب فى الجامعة الذى يقول للجنرال إن نظام صدام سقط "إنسانيا قبل أن يسقط عسكريا" ويرى ضرورة إقامة محاكمة علنية لرموز نظام البعث فى العراق.

وينكر الجنرال جرائمه ولكنه تحت ضغط الحقيقة يبرر ذلك قائلا إن "الناس قطيع وعلى الراعى إرشادهم " ثم يعرف بممارسة التعذيب والقتل وتلذذه بسماع صراخ ضحاياه الذين يخشى فى الوقت نفسه النظر إلى أعينهم أو معرفة أسمائهم حتى لا تمنحهم أسماؤهم دلالة على أنهم "بشر".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة