وفاء داود

ربيع الفوضى

الجمعة، 03 مايو 2013 07:59 م


كما تعودنا لم يمر يوماً إلا ويحدث ما لا يقبله أى عقل أو منطق، فمن ناحية ورغم التحولات النوعية التى شهدتها البشرية، إلا أنه مع الوقت يظهر تصريحات من البعض ليعودوا بنا إلى عصور الجاهلية، وكأنه من عالم آخر، وكان الحل الأفضل هو تجاهل مثل هذه المهاترات، لكن فى أيامنا هذه ومع تنامى الإعلام العابر للحدود، لاسيما شبكات التواصل الاجتماعى لا تسطيع ذلك.
بدأ الربيع بفتوى غير مسئولة حول "تهنئة الأقباط" ومن فصيل سياسى من المفترض أن يتميز بالاعتدال مقارنةً بالتيار السلفى، وفى ذات الوقت هذه الفتوى مغايرة مع الرسائل العامة التى يرسلها هذا التيار رغم أن مصدرها من المحسوبين عليه، وربما يفسر هذا، إلى كونها محاولة لمغازلة التيار السلفى الذى يخشاه الحزب الحاكم، لأنه يمثل القوى الأكثر قوة فى منافسته، وما يثقل من هذا التحليل أنه نفس ما فعله أحد قيادات الحزب فى تصريحه حول عودة يهود مصر.
إن فتوى تحريم تهنئة الأقباط، اختلف مسارها هذه المرة فلم تكن من شيوخ السلفية، وربما يرجع ذلك إلى مايتردد عن التوافق السلفى الأمريكى هذه الأيام، وكأن من خرج بهذه الفتوى أراد أن يذكرهم بما اعتادوا عليه.
وبعيدا عن هذه اللعبة التى توظف الدين فى أمور هو برىء منها، أقول لكل من يوظف "أعياد الأقباط" سواء للظهور أو لتحقيق مصالح معينة "من أنت" لكى تحرم وتحلل؟!.. إن الله – سبحانة وتعالى- خلق الإنسان ليعمر الأرض لا يخربها بأقواله، دع الخلق للخالق.. يجب على كل إنسان أن يحترم الآخر لأنه إنسان بصرف النظر عن ديانته، ويجب على الجميع احترام شعائر الآخرين ومشاعرهم.
أندهش من مسمى "مفتى الإخوان"، هل هذا مؤشر بعدم الاعتراف بمفتى الديار المصرية؟ أم الإخوان فئة أخرى غير باقى المسلمين؟، أعلى مكانة مثلاً منهم؟!، ولماذا صرح مفتى الإخوان وجاء فى اليوم التالى ليكذب التصريحات؟ ولم يعتذر عنها؟!.
للأسف كثرت هذه الفتوى بعد الثورة بشكل غير عادى، وهو ما يفسر فساد المجتمع، أقول لمن يقحم الدين فى السياسة، أخشى يوماً أن يسئ البعض للإسلام لا لتعاليمه الحميدة، ولكن لسياساتكم المتأسلمة، إن دعوة الإسلام ليست غايتها إقامة حكم على صورة ما، وإنما غايتها إقامة مجتمع إنسانى سليم معافى من أدوات الظلم والبغى، غايتها خلق جسد إنسانى مرتبط بمشاعر الأخوة والمودة والرحمة، وأما الحكومة أو النخبة فهى جزء من هذا الجسد تصلح بصلاحه وتفسد بفساده.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة