فى الواقع، انتشرت فى الآونة الأخيرة حالات الإدمان والسموم المخدرة، خاصة السجائر والمعسل، ويليهم المخدرات وغيرها من المكيفات والمنبهات.
والخطر الموجود فى كل بيت هو التدخين، لأنه يمثل النسبة الأكبر على مائدة الإدمان الحياتية لبنى البشر، والتدخين متنوع فالمائدة مليئة بالمكيفات، منها المعسل بكل أنواعه، السجائر بكل أنواعه، المخدرات والعقاقير المخدرة، وكلها طرق مليئة بالمخاطر وتجر وراءها مشكلات عديدة فى ربوع دول العالم، وتكلف الفرد والمجتمع ككل ثمنا غاليا، غالباً يفوق ما تفقده تلك الدول أثناء الكوارث، بخلاف ما يترتب عليه من المشكلات الجسدية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وهنا نتذكر قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وحديث الرسول الكريم: عنْ أَبى سَعيدٍ سَعدِ بنِ مَالِك بنِ سِنَانٍ الخُدرى رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهٍ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ". صدق رسول الله.. والضرر يكون فى البدن ويكون فى المال، ويكون فى الأولاد، ويكون فى المواشى.. إلخ "ولا ضرار" أى ولا مضارة، والفرق بين الضرر والضرار: أن الضرر يحصل بدون قصد، والمضارة بقصد، كما يعرف البعض أن الشريعة لا تقر الضرر، وتنكر الإضرار أشد وأشد، والتدخين والسويكة وجميع المكيفات لها دور أساسى على الجهاز التنفسى لأنها تصيبه بالتهاب الشعب الهوائية المزمنة، والتهاب الجيوب الأنفية، مع انتشار الوسائل المقروءة والمرئية فى عصرنا الحالى عرف العالم النتائج الخطيرة التى تنجم عن تعاطى تلك المخدرات والعقاقير والمركبات والمشروبات الكحولية، بعد أن أصبح الإدمان أحد مظاهر الحياة المعاصرة ككل، والمدخن أو المدمن يعرف جيدا أنه مسئول عن أهل بيته، إن كان متزوجا أو يعول والديه، وهو بقصد وبدون يجبر أهله، إن كانوا صغارا أو كبار السن أو شبابا، يجبرهم على التدخين، ويتكرر هذا السيناريو إن كان فى منطقة عمله أو فى الشارع أو فى مول تجارى ألى آخره من المناطق التى تعج بالسكان، المدخنين وغير المدخنين، وهو يجبرهم على التدخين السلبى، ولا يفوتنا أن نذكر أن التفكك الأسرى والإهمال فى المنظومة التعليمية وضعف الرقابة تسبب انتشار آفة التدخين وتعاطى المخدرات والعقاقير المخدرة فى جميع انحاء العالم.
لذلك، الجميع فى نفس المركب وواجبنا واحد تجاه أنفسنا ووطنا واتباع تعاليم الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن لا نقف مكتوفى اليدين، ولا ننظر إلى الخلف أو نقف موقف المتفرج عن بعد، بل واجب علينا المشاركة بكل ما أوتينا من قوة، إن كان مادياً أو معنويا، ومساعدة الحكومة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فعلى الآباء والأمهات والأساتذة المربين فى المدارس وأيضا الشركات وأولى الأمر مراقبة أبنائهم واحتضانهم واحتوائهم، وفى الوقت نفسه يكونوا القدوة والمثل لهم، والعين مفتوحة عليهم وعلى أصدقائهم، والأماكن التى يرتادها هؤلاء الأبناء، وعلينا أن نحمى أبنائنا فهم، حاضرنا المشرف ومستقبلنا الحضارى ضد تلك السموم الموجودة على مائدة المكيفات المنتشرة عبر البوفيهات المفتوحة من قبل أعداء الوطن، حمى الله وطننا وأبناءنا ووفق ولاة أمورنا لما فيه خير للبلاد والعباد.
خلف الله عطالله الأنصارى يكتب:لا ضرر ولا ضرار.. أين نحن من هذا القول؟
الجمعة، 03 مايو 2013 03:06 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة