أعلنت الحملة المنظمة لقمة الإقراض متناهى الصغر، إحدى مشاريع صندوق ريزلتس (RESULTS) التعليمى، بالشراكة مع مجلس الفلبين للتمويل متناهى الصغر (MCPI), أن قمة "شراكات لمكافحة الفقر" لعام 2013 ستنعقد فى الفلبين فى الفترة من التاسع وحتى الحادى عشر من أكتوبر 2013 لتكون القمة السادسة عشرة التى تنظمها الحملة . وتحظى "قمة الشراكات" بدعم البنك المركزى الفلبينى حيث يلتقى 1100 مشارك من جميع أنحاء العالم فى مركز المؤتمرات الدولى الفلبينى (PICC) بمانيلا.
محور اهتمام قمة التمويل متناهى الصغر لعام 2013 هو " الشراكات لمكافحة الفقر: الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدنى" وسيستعرض المشاركون بعض النماذج الأكثر نجاحا وتقدما للشراكات بين القطاعين العام والخاص فى مجال التمويل متناهى الصغر، كما سيعملون على جمع الأطراف ذات الصلة التى بإمكانها أن تعمل معاً على توسيع نطاق مثل هذه البرامج، ويشمل ذلك مشرعى القوانين الحكوميين والعاملين فى مجال التمويل متناهى الصغر وخبراء تصميم المنتجات ومقدمى خدمات الدعم ورؤساء المؤسسات البنكية متعددة الجنسيات.
وقال لارى ريد، مدير حملة قمة الإقراض متناهى الصغر أنه بإمكان الحكومات ومؤسسات التمويل متناهى الصغر وشركات الأعمال والمنظمات الغير حكومية أن تُسهّل رحلة التخلص من الفقر عن طريق تقديم مجموعة كاملة من الخدمات والمنتجات التى يحتاجها العملاء لتقوية نقاط ضعفهم واغتنام الفرص.
وأضاف "ريد" أن هذه القمة ستركز على أفضل نماذج الشراكات التى تعود بالنفع على من يعيشون فى فقرٍ مدقع, وأنهم يأملون أن يتمكنوا من تحفيز نمو الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتى من شأنها أن تخدم الفقراء من خلال إتاحة فرصة الالتقاء بين أصحاب المصلحة من مختلف قطاعات التنمية المتنوعة.
ومع تبقى عامين فقط لتحقيق الأهداف التنموية للألفية فإن هذه القمة تأتى فى وقتٍ حرج، حيث تشير التقديرات, وفقاً لمعدل التقدم الحالي, أن مليار شخص تقريبا سيبقون فى فقرٍ مدقع بحلول عام 2015، وأن هناك اليوم ما يقارب 2.6 مليار شخصٍ فى العالم لا يمكنهم الوصول للخدمات المالية الرسمية. يعمل مقدمو التمويل متناهى الصغر على تقليص هذه الفجوة وتقديم خدمات غير مالية للمساعدة فى تحسين حياة الأسر فى جميع أنحاء العالم، كما يتمتعون بالقدرة على تقديم التعليم وخدمات تنمية الأعمال التجارية وخدمات الصحة بطريقةٍ فعالة لأشد الناس فقرا وخاصة النساء ومن يعيشون فى المناطق الريفية من العالم, وتعتبر هذه المساعى أدواتٍ قوية فى مكافحة الفقر فى العالم، إذا ما اقترنت بالمدخرات والقروض والتأمين.
وقال البروفيسور محمد يونس، إن العملاء يخبرونهم أنهم بحاجةٍ للتعليم من أجل أبنائهم وللرعاية من أجل عائلاتهم وبحاجةٍ لمسكنٍ لائقٍ وغذاءٍ جيّدٍ منتظم. وأضاف "يونس" أنه ينبغى أن يكون ذلك هو محور العمل فى القمة القادمة والسنوات التى تليها.
وقع اختيار الحملة للفلبين لتستضيف القمة بسبب أدائها المتميّز فى مجال التمويل متناهى الصغر فضلاً عن إقرارها للشراكات بين القطاعين العام والخاص كإستراتيجية تنمويةٍ تحقق نموّاً اقتصادياً شاملاً وتخلق فرصاً جديدةً من شأنها أن تحد من الفقر بشكلٍ كبير. وتمتلك الفلبين واحداً من أفضل الأطر التشريعية فيما يخصّ التمويل متناهى الصغر, كما أن لديها الكثير من الإبداعات لتقدمها فى مجالى التمويل متناهى الصغر والتخفيف من الفقر.
إن شعار "الشراكة فى محاربة الفقر"، الذى حددته حملة الإقراض لمؤتمر قمة الفلبين، هو مبدأ راسخ فى استراتيجية برنامج الخليج العربى للتنمية (أجفند) الذى يرأسه الأمير طلال بن عبد العزيز. ففى ضوء الأهداف الرامية إلى القضاء على الفقر، وخاصة فى الدول النامية الأقل حظا، وكذلك الوصول إلى الفئات الضعيفة من نساء وأطفال وذوى الإعاقات، فإن ( أجفند) ، وهو المنظمة الرائدة فى مجال دعم التنمية البشرية المستدامة مع التركيز على محاربة الفقر، قد استجاب بطريقة عملية لهدف الألفية التنموى الأول، الذى نادت به قمة الألفية العالمية بتنظيم من الأمم المتحدة وحضور قادة دول العالم فى أيلول (سبتمبر) من عام 2000، وذلك عن طريق تطوير إستراتيجيته بتبنى دعم أنشطة الإقراض متناهى الصغر كأولوية فى عملياتها التمويلية خلال السنوات التسع الماضية.
ونجح (أجفند) بالفعل فى إنجاز الكثير لدعم هذا الهدف والوفاء بمتطلباته عن طريق دعم مؤسسات التمويل الأصغر فى الدول النامية، ودعم المؤتمرات الإقليمية حول الإقراض متناهى الصغر، والمشاركة فى الإعداد لها سواء فى إفريقيا والعالم العربى وعلى الأخص مؤتمر التمويل متناهى الصغر فى الشرق الأوسط وإفريقيا، الذى نظم فى العاصمة الأردنية عمان فى تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2004، بمشاركة من قمة الإقراض متناهى الصغر، كما شارك أجفند فى قمة نيروبي، وأسبانيا، وأسس (أجفند) 7 بنوك ومؤسسات للتمويل الأصغر فى كل من الأردن، واليمن، والبحرين ، وسوريا، وسيراليون، ولبنان، والسودان وتعد هذه البنوك التى تأخذ مسمى (الإبداع) الأبرز فى المنطقة العربية فى هذه الصناعة . وقد استفاد من هذه البنوك أكثر من مليون ومائتى مواطن فقير، أى 250 ألف أسرة فى الوطن العربى وإفريقيا، وبذلك تسهم بنوك أجفند للفقراء فى تأمين فرص جديدة للعمل، وبالتالى خفض نسبة البطالة.
ويركز اجفند توجهه لمكافحة الفقر من خلال التمويل الأصغر فى ثلاثة أبعاد ٬ أو مكونات الأول : الاستمرار فى تأسيس بنوك الفقراء ( الإبداع). والبعد الثانى هو إنشاء وحدة أجفند للدعم الفنى لبنوك الفقراء بهدف توثيق ونقل الخبرات والمساعدة الفنية ٬ والبناء المؤسسى بين بنوك أجفند وتعميمها فى بنوك الفقراء الجارى إنشاؤها٬ وبالتالى الإسهام فى تطوير قطاع التمويل الأصغر فى المنطقة.
والمكون الثالث لتوجه (أجفند) هو تأسيس نافذة ( أجفند) الائتمانية، التى تقوم فكرتها على تقديم تسهيلات ائتمانية لبنوك (أجفند) العاملة ٬ والجديدة ومؤسسات التمويل الأصغر الأخرى فى العالم العربى من خلال تقديم منتجات تمويلية متعددة ومنافسة تلبى احتياجات العالم العربى وذلك للإسهام فى سد الفجوة الهائلة بين الطلب والعرض لهذه المنتجات .
من جانبه قال أماندو إم تيتانجكو، رئيس البنك المركزى الفلبيني, إن البنك المركزى الفلبينى ملتزمٌ بشكلٍ كاملٍ بتعزيز تمويلٍ متناهى الصغر يتسم بالجودة والاستدامة كجزءٍ لا يتجزأُ من الهدف العام وهو بناء نظام تمويلٍ شامل، كما أن البنك يرحب بفرصة الانضمام لهذا المشروع الهام.
كان من بين زعماء العالم الذين حضروا قمما سابقة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية والملكة رانيا ملكة الأردن، والرئيس الأندونيسى الدكتور سوسيلو بامبانج يودويونو، وفخامة الرئيس مواى كيباكى رئيس جمهورية كينيا، والرئيس الكولومبى ألفارو أوريبي.
ومن المتوقع أن تشهد قمة العام 2013 للشراكات لمكافحة الفقر، مشاركاتٍ من رؤساء الدول والمسئولين الحكوميين ذوى المستوى الرفيع وروّاد العمل فى هذا المجال، فى افتتاح وختام المؤتمر وطوال فترة انعقاده.