لا يحتاج الزائر لميناء غزة البحرى لكثير من الوقت ليدرك أن هذه المساحة الصغيرة تمثل متنفسا حقيقيا لأهالى وسكان القطاع المحاصرة إسرائيليا منذ قرابة الـ6 أعوام، فعشرات العائلات بصغارها وكبارها تصطف فى المكان للتنزه، وطلبا لهواء بحرى منعش، فيما زاد هذا الإقبال بعد توسيع حكومة غزة المقالة للميناء وتدعيم طرقه لتسهيل حركة النقل فيه، وعمل إنارة لتيسير الحركة ليلاً.
وأصبح المرفأ البحرى (الميناء بغزة) متنزهاً لسكان القطاع، بمبادرة من سلطة الموانئ البحرية التابعة لوزارة النقل والمواصلات فى الحكومة بغزة، حيث لجأت إلى إنشاء مقاعد لاستراحة المواطنين، فضلا عن مشروع تحت الإنشاء لإقامة حديقة على المرفأ، بحسب مسئولين.
ووفقا لمراسل "الأناضول" يتم السماح للعائلات بالتواجد فى الميناء يومى الخميس والجمعة أسبوعيا.ومع قلة الأماكن الترفيهية فى غزة وجد أبو أحمد أبو سعدة، وهو موظف حكومى (44 عاما) متنفسا له. وقال لمراسل "الأناضول": "مع انقطاع الكهرباء ومعاناتنا من الجو الحار ليس من خيار أمامنا سوى اللجوء إلى ميناء غزة"، وأضاف وهو يشير إلى أبنائه "جئت إلى هنا أنا وأسرتى وفاجئنى أعداد الناس الكبير.. الجو جميل جدا هنا ويمتزج بالفرح".
وتعانى غزة من حصار إسرائيلى خانق حولها إلى سجن كبير، إلى جانب معاناة الأهالى من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائى.
وأضاف "أبو سعدة" أن ميناء غزة أصبح مكانا للتنزه فى هذه الأوقات من السنة، وهو مكان رائع للاجتماع بدلا من الجلوس داخل البيوت المكتظة، وأوضح أنه بعد إنشاء مقاعد وتوسيع الميناء أصبح يصطحب أبنائه للترويح عنهم فى العطلة الأسبوعية، وهم يشعرون بالسعادة عندما يأتون إلى الميناء.
ويعتبر "المرفأ البحري" المتنفس الوحيد لأهل القطاع طيلة فصل الصيف، ومصدر رزق للصيادين وأصحاب الاستراحات؛ مما يوفر للعشرات من العاطلين بعض فرص العمل، أما "كريم أبو حصيرة"، وهو صاحب متجر لبيع الملابس (52 عامًا)، أحد هؤلاء المواطنين الذين اصطحبوا أسرهم للتنزه فى أرض الميناء، فقال لمراسل "الأناضول": "اصطحبت أفراد أسرتى بعد أن طلبوا منى الخروج للتنزه، فذهبت إلى الميناء بعد أن سمعت أحد أصدقائى يتحدث عن روعة المكان".
ويأمل "أبو حصيرة" أن يصبح ميناء غزة معبرا حقيقيا إلى العالم من خلال تشغيله وتسهيل عملية التبادل التجارى ما بين فلسطين والعالم الخارجى.
وحال الاستهداف العسكرى الإسرائيلى طيلة انتفاضة الأقصى التى اندلعت عام 2000 دون إتمام مخططات عكفت السلطة الفلسطينية على تطوير الميناء، وتحويله إلى ميناء دولى على شاطئ المدينة، حيث لحقت به أضرار كبيرة.
ورغم ذلك، تواصل مؤسسات محلية ودولية مساعيها من أجل إعمار الميناء، بينها مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، التى بدأت أعمالا إنشائية لتسهم ولو بشكل بسيط فى تطوير خداماته ومرافقه.
من جانبه، قال منتصر بكرون مدير التخطيط والتطوير فى وزارة النقل والمواصلات فى حكومة غزة المقالة إن فكرة تطوير ميناء غزة خرجت للنور قبل ستة شهور، لأن المواطنين كانوا يتوافدون على الميناء بشكل مستمر دون وجود مقاعد للجلوس ولخدمة الصيادين وتوفير غرف لهم لحفظ أغراضهم وأدوات الصيد التى يستخدمونها.
وأوضح بكرون لمراسل "الأناضول" أن "فكرة إنشاء المقاعد جاءت من سلطة الموانئ البحرية التابعة لوزارة النقل والمواصلات، والتى لها الصلاحيات الكاملة والوحيدة فى التصرف بتطوير الميناء".
وختم بأنه "جرى توفير مظلات للصيادين فى الميناء ليستخدموها فى الاستراحة وفى أوقات صيانة شباكهم، وتم رصف شوارع مرفأ الصيادين لتسهيل الحركة والتنقل، إضافة إلى توفير شبكة إنارة ليلية".
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة