إيهاب فتحى يكتب:الدخول إلى النفق

الجمعة، 03 مايو 2013 10:07 ص
إيهاب فتحى يكتب:الدخول إلى النفق الرئيس محمد مرسي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سبب رئيسى من أسباب الأزمة التى تعيشها مصر الآن هو عنصر المفاجأة التى من خلالها وجد الإخوان المسلمين أنفسهم فى سدة الحكم، فعلى الرغم من أن ذلك هو منتهى أمانيهم، إلا أنهم لم يكونوا يتصورون أن يأتى إليهم حكم مصر على هذه الشاكلة، فالإطاحة بالرئيس السابق جاءت من خلال ثورة لم يشعلوا فتيلها، وإن شاركوا فيها لاحقا، كما أن الإخوان يعدون جزءا من "ديكور" النظام السابق والذى تمثل فى رئيس بسلطات مطلقة وحزب بلا فكر ولا رؤية، ولإكمال الإطار فلابد من وجود معارضة شكلية، وقد ارتضى قياديو الإخوان القيام بهذا الدور. ولما حدث الطوفان الذى لم يكن ذا توجه إسلامى فى منشئة أصيبوا كما أصيب الكثيرون غيرهم بالحيرة والارتباك، فليس هذا هو الشكل الذى تصوره لوصولهم للحكم، فالكثيرون منهم كانوا يظنون أن هناك علامات لابد أن تصاحب هذا الوصول، ومنها ظهور المهدى أو نزول عيسى بن مريم، أو احتشاد الأمة الإسلامية لمحاربة اليهود واختبائهم وراء الحجر والشجر خوفا من المسلمين، ولكن كل ذلك لم يحدث، ما جعلهم فى حيرة من أمرهم، فأعلنوا فى البداية عدم خوض انتخابات الرئاسة، ثم تراجعوا عن موقفهم دونما تبرير مفهوم إلى الآن، وليس هذا هو فقط ما تراجعوا عنه، ولكن إن نظرت إلى كل المبادئ التى قام عليهم فكرها تجدها قد أصابها إما التأجيل أو التبرير؛ مثل تطبيق الشريعة والعلاقات مع إسرائيل والتعامل مع صندوق النقد الدولى وما فيه من شبهة الربا والترخيص لمحلات بيع الخمور وغير ذلك من الأمور.

لقد اكتشف الشعب أن الإخوان البارعين فى تنظيم الرحلات الكشفية للشباب وإقامة الندوات الدينية غير قادرين على إدارة شؤون وزارة فضلا عن إدارة دولة واحدة فى حجم مصر، وليست خلافة كاملة.

فالكثير من القراءات فى أحكام الجنائز وقصص الصالحين وسير التابعين وفقه الرقيق والإماء لا يكسب أحدا القدرة على فهم الاقتصاد أو التقدم فى العلوم أو النجاح فى الإدارة، فهذا شأن وذاك شأن آخر.

لذلك هم أدخلوا العباد والبلاد فى نفق بلا شعلة تضىء فى نهايته، ولكن طالما هناك حياة فلابد من وجود أمل فى وجود نور يضىء هذا الظلام القاحل الذى نعيش فيه، ولكن من المؤكد أن هذا النور لن يكونوا هم مصدره.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة