رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء أن قرار الاتحاد الأوروبى برفع عقوبة حظر الأسلحة المفروضة على سوريا يهدف إلى ممارسة الضغط على روسيا والرئيس السورى بشار الأسد قبل بدء محادثات السلام المزمع إجراؤها فى جنيف الشهر القادم مع توجيه رسالة بأن الغرب لن يسمح بهزيمة الثوار.
وذكرت الصحيفة - فى تقرير لها نشرته اليوم وأوردته على موقعها الالكترونى-أن القرار يهدف أيضا لتعزيز إضافى لحركات المعارضة المتحالفة مع الغرب وتحطيم نظرية تخلى الغرب عنها، بينما تواصل جماعة جبهة النصرة الإسلامية وحلفاؤها الحصول على الدعم من السعودية وقطر.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى أوروبى بارز قوله إن الفكرة تكمن فى تغيير نظرة الأسد التى ترى أن لديه وقتا كافيا فى ظل حصوله على المزيد من الدعم من روسيا وإيران وحزب الله .
وأضافت الصحيفة أن قرار رفع الحظر الأوروبى على الأسلحة يبدو انه جزء من مساعى موسعة من قبل الأطراف المؤيدة للأسد والأطراف المؤيدة للثوار للانضمام إلى المحادثات فى جنيف الشهر القادم بيد قوية .
وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب اعتقد فى أن الضغط الثورى على الأسد قد يدفعه إلى المشاركة فى المفاوضات من موقف الضعف والوهن؛ إلا أن الأسابيع القليلة الماضية كشفت النقاب عن أن موقف الأسد اشتد قليلا، وهذا على الأرجح دخل فى حسبان القرار الأوروبى.
وتابعت صحيفة نيويورك تايمز أن بريطانيا وفرنسا كانتا أول المؤيدين لقرار رفع الحظر المفروض على الأسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات التى فرضت منذ عامين على النظام السوري.
ووفقا للصحيفة، فقد حثت فرنسا وبريطانيا على وضع حد للحظر سعيا فى زيادة الضغط على الأسد بينما الحكومات الأخرى مثل النمسا على وجه الخصوص ذكرت أن عملية إرسال أسلحة للثوار من شأنه أن يزيد فقط حالة إراقة الدماء، وأن أوروبا يجب أن تلتزم بمساعدات غير قاتلة مثل سترات واقية من الرصاص ونظارات للرؤية الليلية وأدوية.
ونقلت الصحيفة عن مدير مؤسسة البحث الاستراتيجى فى فرنسا قوله " انه تم توجيه رسالة إلى كل من الأسد وموسكو فحواها أنهما لن يربحا على كافة الجبهات وان لدينا خطة ثانية من شأنها جعل نجاحاتهما العسكرية أكثر صعوبة ".
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا، بطلب من الولايات المتحدة ودول أوروبية وإسرائيل، لم ترسل حتى الآن صواريخ مضادة للطائرات والدبابات من طراز اس-300 الى سوريا وفقا لعقد مبرم بينهما .
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة انه حتى لو رفعت أوروبا حظرها على الأسلحة، فانه من الصعب جدا إرسال أسلحة إلى القوات الصديقة للغرب فقط، فيما يسلط القرار أيضا الضوء على واشنطن التى رفضت مرارا تزويد المعارضة بأسلحة متطورة .
نيويورك تايمز: أوروبا تسعى للضغط على روسيا وسوريا قبيل مفاوضات السلام
الأربعاء، 29 مايو 2013 12:09 م
الاشتباكات فى سوريا - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة