ناجى العتريس يكتب: على أنها لحمة

أصبحت الحياة صعبة وشبه مستحيلة فى نظر الكثير من المصريين، واختفت الضحكة المميزة للشعب وحلَّ محلها العبوس والجهامة بفضل سياسة حكومتنا "المقندلة" وابتعادها عن الناس ومشاكلهم والاكتفاء بالجلوس فى المكاتب الفخيمة المكيفة وأكل ما لذ وطاب ورفع تقارير "كله تمام" إلى مكتب الإرشاد !!
يعيش الكثيرون وهم بالملايين أيامًا من الذل والهوان والفقر والحرمان كما عاشوا سنوات من نفس العينة فى ظل النظام السابق وبسبب هذه العيشة "المهببة" سمعنا وقرأنا عن حالات انتحار لأشخاص كانوا بيننا يعيشون عيشتنا، ولكنهم لم يستحملوا العيشة وإللى عايشينها فقرروا مغادرة الدنيا بطريقة مروعة وغير إنسانية ليرتاحوا من وِش النظام "ووَشه", وهربا من العجز والظروف القاسية التى زادها وأوجدها وصنعها بيده الآثمة، ويبدو أنه يرحب بذلك لتقليل عدد السكان!!

كل يوم ترتفع الأسعار بصورة رهيبة وبات الإنسان مكتوف الأيدى عاجزا عن تدبير أمور حياته المعيشية وتوفير ضروريات الحياة له ولأسرته ويبدو أن هناك أجيالا لن تعرف "اللحمة" التى أصبحت أخت العنقاء والخل الوفى فى ظل بطالة مرتفعة ومرتبات تقف مشلولة أمام موجة ارتفاع الأسعار التى لا تبقى ولا تذر!
تطالعنا الصحف بصور تدمى القلوب - التى بها ذرة إيمان- لأسر يأكلون هياكل الفراخ وأرجل "المعيز" والتى كانت طعاما لكلاب الأغنياء، والمحزن أنهم يقنعون أنفسهم وأطفالهم بأنهم يأكلون لحمة.
تتفنن حكومتنا "المقندلة" مثلما تفننت حكومتنا "النظيفة" من قبل فى إذلال المواطن وتركيعه باختراع حاجات تعكنن وتقل المزاج كضريبة العقارات وبطاقات التموين الذكية وأزمات رغيف الخبز المتكررة وأنابيب الغاز والتلويح بإلغاء الدعم وغيرها مما تبتلينا به وذلك لشغل الفكر وتشتيت الذهن عما يحدث على الساحة.
ربنا لا تأخذ النظام أخذ عزيز مقتدر بل أرنا فيه يوما يأكل هياكل الفراخ وأرجل "المعيز" على أنها لحمة !!