معهد واشنطن: مصر تواجه صيفاً ساخناً من الاستياء.. وعلى الإدارة الأمريكية أن تشجع "الإخوان" على الإصلاح والتواصل مع "المعارضة".. والحفاظ على مصالحها الإستراتيجية فى القاهرة

الأربعاء، 29 مايو 2013 03:54 م
معهد واشنطن: مصر تواجه صيفاً ساخناً من الاستياء.. وعلى الإدارة الأمريكية أن تشجع "الإخوان" على الإصلاح والتواصل مع "المعارضة".. والحفاظ على مصالحها الإستراتيجية فى القاهرة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، اليوم الأربعاء، إن مصر تواجه صيف ساخناً بسبب الاقتصاد المحتضر ونقص الوقود والغذاء وغياب الفرص السياسية.

وتوقع "المعهد" أن تستمر الظروف نحو مزيد من التدهور بعد الصيف، وقال إنه بينما ينبغى على واشنطن أن تشجع القاهرة على القيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية التى يمكن أن تهدئ من الوضع وتحسن الحكم، فإنه يتعين على إدارة أوباما التركيز على الحفاظ على المصالح الإستراتيجية الحيوية فى حالة تجدد الاضطراب مرة أخرى.

وتحدث التقرير تفصيلياً عن الأزمات التى تعانى منها مصر، وقال إنه منذ الثورة قبل أكثر من عامين، وهناك حالة من عدم اليقين السياسى المستمر وغياب الأمن الداخلى الذى تقوض الاستثمار الأجنبية ويضر بصناعة السياحة.

ووفقا لوزارة الداخلية، فإن العام الماضى شهد زيادة بنسبة 120% فى حوادث القتل، و350% فى السرقة، وارتفاع بنسبة 145% فى الاختطاف، هذا إلى جانب تراجع الاحتياطى الأجنبى، فى الوقت الذى زادت فيه نفقات القطاع الحكومى بنسبة 80%.

ويتابع التقرير قائلاً: إن هذا المزيج من تقلص الاحتياطى وتزايد النفقات يهدد قدرة الحكومة على استيراد القمح والوقود الذين يباعان بأسعار مدعمة، مما أدى إلى انقطاع للكهرباء بسبب نقص الوقود، ومن المتوقع أن تتفاقم المشكلات مع تشغيل المصريين لمكيفات خلال فصل الصيف، وسيصبح الوضع غير مريحا لاسيما مع حلول شهر رمضان فى أوائل شهر يوليو المقبل.

ورصد التقرير تأثير نقص القمح وخفض الدعم من قبل على الجماهير فيما وقع من أحداث فى يناير 1977، والتى أطلق عليها انتفاضة الخبز، ثم المظاهرات وأعمال الشغب التى وقعت أثناء أزمة الغذاء العالمية فى عام 2008، ورغم أن المظاهرات الاحتجاجية على نقص الغذاء والوقود والتى بدأت منذ مارس الماضى لا تزال صغيرة نسبيا حتى الآن، إلا أن انقطاع الكهرباء المتزايد فى فصل الصيف يمكن أن يدفع بالناس إلى الشوارع.

كما تحدث التقرير عن المشكلات السياسية، وقال إن استجابة الإخوان المسلمين للتحديات السياسية لم يؤد إلا إلى تفاقم الوضع، وعزز من موقف المعارضة، فيما استمرت الحكومة فى قمع معارضيها بدلاً من التواصل معهم.

ويرى كاتب التقرير، إريك ترايجر، الخبير فى الشأن المصرى بالمعهد، أن الاستقطاب السياسى فى مصر سيتسمر على الأرجح إلى ما بعد الصيف مع الأسف، وسيستمر استبعاد المعارضة من العملية السياسية، فى حين لن تتم الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل سبتمبر، بما يجعل الاحتجاجات فى الشوارع هى المكان الوحيد المتاح للمعارضة.

فضلاً عن ذلك، عندما تحدث الانتخابات، سيفوز الإخوان مرة أخرى على الأرجح، وحتى لو تخلت جبهة الإنقاذ عن موقفها الحالى بمقاطعة الانتخابات، وفقاً لتوقعات عدد من المحللين، فإن دخولها السباق متأخرة سيعقد من جهود التنافس مع شبكة الإخوان المسلمين المنتشرة فى جميع أنحاء البلاد، والتى تستعد للانتخابات منذ ما يقرب من عام.

وفى الوقت نفسه، فإنه من غير المرجح أن يتخلى الإخوان عن الحكم المنفرد، فالجولة الأخيرة من التعديل الوزارى لم تشهد تعيين وزراء من أحزاب غير إسلامية، ورفض الرئيس الاستجابة لطلبات المعارضة بإقالة وزيرا الداخلية والإعلام.. فضلاً عن ذلك، فإن المسئولين الذين يقودون المفاوضات مع صندوق النقد الدولى كلهم من الإخوان المسلمين.

ويؤكد التقرير الأمريكى أن هذا الاستقطاب سيمنع بشكل كبير الانتعاش الاقتصادى فى مصر فى المستقبل القريب، وأوضح أن تركيز مرسى على تعزيز سلطة الإخوان يتناقض مع إصرار البنك الدولى على حكم أكثر شمولا والذى يراه الصندوق ضروريا من أجل ضمان تأييد سياسى واسع لأى قرض.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوتر السياسى المستمر سيردع أى استثمارات أجنبية ويبعد السائحين.

وأوضح والأزمة النقدية ستعقد أيضا من جهود الحكومة لاستعادة الأمن بما يتسبب فى تفاقم حالة غياب الأمن، ويزيد من المشكلات الاقتصادية.

وفى ظل ما سبق، دعا المعهد الامريكى إدارة بارك أوباما إلى ضرورة التركيز على هدفين: الأول الاستمرار فى تشجيع الأطراف السياسية على تخفيض حدة التوتر، وهذا يعنى إخبار المعارضة بعدم التخلى عن السياسة، وفقاً للتقرير.

وبالنسبة للإخوان، يجب على واشنطن أن تخبر القاهرة أن الخيارات الاقتصادية المؤلمة تتطلب إشراك المعارضة وتجعل التوصل إلى التوافق السياسى أمراً ضرورياً.

أما الهدف الثانى، فيتمثل فى ضرورة استعداد واشنطن لاحتمال رفض الإخوان المعارضة للنصيحة، والتخطيط لاحتمالات عدم الاستقرار.. وتحديداً على الإدارة الأمريكية أن تركز على ثلاث مصالح إستراتيجية هى: عدم تقويض معاهدة السلام مع إسرائيل، وأمن قناة السويس، والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب.

وبما أن الجيش هو المسئول بشكل أساسى عن هذه المصالح الثلاثة، فيجب أن تعمل إدارة أوباما مع الجنرالات من أجل ضمان تفعيل خطط الطوارئ لو استمر غليان صيف الاستياء فى مصر.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

لم يذكر التقرير اي شئ عن حركة تمرد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة