تعطل محرك سفينة عملاق، فاستعان أصحاب السفينة بجميع الخبراء الموجودين، لكن لم يستطع أحد منهم معرفة كيف يصلح المحرك.
لم يجدوا بدا من إحضار رجل عجوز يعمل فى إصلاح السفن منذ أن كان شابا، جاء يحمل حقيبة أدوات كبيرة معه، وعندما وصل باشر فى العمل.
فحص العجوز المحرك بشكل دقيق، من القمة إلى القاع، كان هناك اثنان من أصحاب السفينة معه يراقبانه، راجين أن يعرفا ماذا يفعل لإصلاح المحرك، بعد الانتهاء من الفحص، ذهب الرجل العجوز إلى حقيبته وأخرج مطرقة صغيرة، وبهدوء طرق على جزء من المحرك، وفوراً عاد المحرك للحياة، وبعناية أعاد المطرقة إلى مكانها، المحرك أصلح!.
ومر أسبوع استلم أصحاب السفينة فاتورة الإصلاح من الرجل العجوز وكانت عشرة آلاف دولار!!! أصحاب السفينة هتفوا «هو بالكاد فعل شيئا»، وكتبوا للرجل العجوز ملاحظة تقول «رجاء أرسل لنا فاتورة مفصلة»
أرسل الرجل الفاتورة كالتالى: الطرق بالمطرقة $1.00، معرفة أين تطرق $9999.00.
قد يظن الكثير أنى أسرد هذه القصة للاستمتاع، لكن يؤسفنى أن أضيع ما تفكرون به هباء، فالقصة بها أكثر ما تظهر، فحين ننظر إليها بعين الواقع الذى نعيش فيها، نجد الكثير لنتعلمه.
عرف الرجل العجوز بـ«خبرته» أين يطرق فكانت الفاتورة تشير إلى أن المبلغ الكبير الذى أرسل بها فى الفاتورة، ليس لطرقته، بل لمعرفته أين يطرق، والأكيد أن حل مشاكلنا يكمن فى معرفة أين نطرق أو ما هو سبب المشكلة؟.
المعارضة ضلت الطريق، ظلت تبحث كأصحاب السفينة عن العطل الذى لطالما أوقف السفينة، لكنها لم تعرف أين العطل، لم تعرف أين تطرق، لذا وجب عليها الاستعانة بصديق، هذا الصديق بالنسبة لهم «تمرد»، ليصلح هذا العطل، دون التفكير قليلا هل يمتلك هذا الصديق الخبرة!!، ذلك الصديق الذى يحاول إحراج النظام بسلميته لإسقاط شرعيته، والذى يتضح من اسمها أنها تريد التمرد على كل ما تركه لنا النظام السابق وكل ما يفعله النظام الحالى، لم يعد الوقت يسمح، السفينة يعمل بها أناس كثيرون، يجب على الكل التكاتف لتصليح السفينة.
لم يعد لدينا معارضة تعمل من أجل البلاد، بل معارضة تعمل من أجل هواها فقط، وستتحالف مع أى شخص سواء لديه الخبرة أم لا، إلا من رحم ربى، ليس حبا فى هذه البلد، بل حبا فى إسقاط النظام طالما أنه لم يستجب لبعض مطالبها، دون أن توجهه.
النظام الحاكم أيضا يفتقد إلى "السينسور" الحساس الذى يمكنه من معرفة أين هو العطل، أين تكمن المشاكل، وهل الطرق هنا يفيد أم يزيد من حدة الموقف، وإذا لم يعرف فعليه الاستعانة بهذا العجوز لإصلاح المركب بطرقته السحرية.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جمال السيد
مقال اشد سخافه ممن كتبه وضحك علي الذقون
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
كلامك من ذهب