منك لله يا مرسى كلمة نسمعها فى الآونة الأخيرة بكثرة فعندما تكون جالس على سفرة الطعام، تنتظر تناوله بعد مجهود شاق فى العمل وتسمع بأذنيك صوت التحمير والقلية وريحة تقلية الملوخية وتشعر بزيادة فى الشهية مع انقباضات معدية وفى لحظة ليست هنية تنهار أجهزتك الكهربائية، ويسود الظلام سفرتك الوفية وتشعر بالصدمة القوية وخصوصا عندما تهم لغسل يديك من الحنفية، وتكتشف انقطاع الميه فى هذه اللحظة يخترق سمعك صرخة مدوية ودعوة متنقية وكأنها متفق عليها بدون اتفاقية بيقولها الواقف والماشى وإللى قاعد على كرسى طبعا بيدعوا منك لله يا مرسى.
وعندما تقف بسيارتك الصغيرة فى طابور تراه تصاب بالحيرة وفى عز ابتسامة الشمس المريرة وسخريتها من البشرية البريئة وكلما ترى الطابور يزداد انكماشا تزداد إيمانا واندهاشا بإمكانية الحصول على مشروب الطاقة الخاص بسيارتك وعندما يتبقى أمامك سيارة يزداد جسمك نضارة وتشعر بحاجة لمسح النضارة من العرق الذى غزاها بغزارة.
وفجأة يأتيك خبرين أحدهما مر والآخر من صنف الأخبار السارة، ولنبدأ بالخبر السار وهو باقى أمامك سيارة والخبر المر أن مشروب الطاقة نفد وستعود منزلك على حمارة
وفى هذه الحالة لن تشعر بلسانك إلا وهو يهذى وقلبك وهو يدعى منك لله يا مرسى.
وعندما يرن عليك تليفون الحكومة فى رنات متلاحقة ومحكومة تفزع من مجرد سماع الرنة المعلومة وتهرع فى الرد عليها بكل حنان ونعومة وإذا بك تجد صوتها يجهش بالصراخ والبكاء وكأن لدغها ثعبان أو عضتها حرباء.
فتبادلها الفزع والهبل وتسألها ماذا وقع ماذا حصل فيزداد البكاء بحَميّة فترد صارخا مالك يا هنية ؟؟ فترد عليك بصوت جهور يملأه الحسرة والذهول شنطتى اتسرقت وفيها مصروف البيت والبطاقة والباسبور وروحت أعمل محضر قالولى من فضلك اقفى فى الدور ولقيت طابور طويل مليان بشر إلى واقف والى قاعد واللى أتحشر وكلهم مافيش على لسانهم إلا دعوة واحدة بيها نفسنا بنعزى طبعا هى منك لله يا مرسى
وكأن مرسى هو السبب فى إضراب العمال والعاملين وفساد التجار والموظفين وخراب الذمم وانعدام الضمير وانتشار اللمم وغياب الدين
ولكن غلطته الوحيدة إلصاق كل ما فات من فساد بمن كان قبله على عرش البلاد وكأنه كان يستطيع التحكم فى قلوب البشر والعباد ولكن عندما أصبح
فى نفس المكان وتحول من فئة العبيد إلى الأسياد اكتشف الحقيقة المرة أن العيب ليس فى فساد الحكام والرؤساء ولكن العيب فى فساد الشعوب وظلم الأبرياء وكما جاء فى الأثر المعلوم (كَيفـمَـا تَـكُـونُـوا يُـولَّـى عَـلَـيْـكُـم).
مرسى