افتتح الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب المؤتمر العربى الثامن لرؤساء مؤسسات التدريب والـتأهيل الأمنى اليوم الأربعاء فى العاصمة التونسية والذى سيعقد على مدى يومين.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر عدة مواضيع من بينها: سبل نشر الثقافة الأمنية فى صفوف المجتمع، والاتجاهات المعاصرة فى تحديد البرامج التدريبية والتدريب فى مقر العمل ودوره فى الارتقاء بمستوى الأداء الأمنى وتدريب المدربين ودوره فى بناء كوادر تدريبية مؤهلة.
وأكد كومان فى كلمته على أن تطور الجريمة وتغير أدواتها وأساليب ارتكابها يقتضى من أجهزة الأمن إعادة النظر بين الحين والآخر فى البرامج التعليمية واعتماد التكوين المستمر والتدريب المتواصل لمواكبة هذا التطور، كما لا يخفى أن الإخفاق فى اللحاق بركب التطور يحكم على الأداء الأمنى بالفشل، ويتأكد هذا الأمر بالنسبة للعَقد الحالى الذى عرفت فيه الجريمة أشكالا مستجدة تتمثل خاصة فى الجريمة الإلكترونية التى تستخدم أنظمة المعلومات وشبكة الإنترنت التى تتطور بشكل مذهل.
وأشار كومان إلى أن هذا وهذا العقد يطرح مشاكل أمنية تتعلق بازدهار شبكات التواصل الاجتماعى على الإنترنت التى تفرز ـ رغم فوائدها الجمة فى إقامة التواصل الاجتماعى وتشكيل الرأى العام ونقل المعلومات بصورة سريعة ـ تحديات أمنية تتمثل فى استخدامها فى الاتصال بين شبكات الإجرام وعناصر الإرهاب، وفى بث الشائعات وإثارة الفتنة، علاوة على انتهاك خصوصيات الناس وحريتهم الشخصية، وتعريض الأطفال والنشء لمخاطر عديدة.
وقال الدكتور كومان إن هناك تحديات أخرى أفرزتها الأحداث التى تمر بها المنطقة العربية منذ سنتين أو يزيد، تحديات تتعلق بالخلل فى تأمين الحدود الذى أدى إلى ازدهار التهريب وتجارة السلاح والمخدرات والاتجار بالبشر، وتحديات تتعلق باستشراء الخطاب المتشدد واستعمال العنف والإرهاب سبيلا لبلوغ المآرب السياسية، وتحديات تطرحها العلاقة بين رجل الأمن والمواطن، بين الشرطة والمجتمع، فى ظل وضع كهذا يجب على مؤسساتكم أن تعمل على أن لا تتخلف أجهزة الشرطة عن ركب التطور وأن تكون قادرة على التعامل مع المتغيرات التى يفرزها هذا الواقع المتأزم المتقلب.
وأشار إلى أنه علاوة على التدريب على مواجهة الجريمة المستجدة واكتشاف طرق التهريب المستحدثة وأساليب الإخفاء المبتكرة، فإنه من اللازم فى نظرنا تكوين أجهزة الشرطة وتدريبها على التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعى لا للحد من مخاطرها الأمنية فحسب بل أيضا لاستثمارها فى بث الخطاب التوعوى، فى دحض خطاب التطرف والإقصاء، فى تعزيز الشراكة مع المجتمع، وهى شراكة ستغنم دون شك من الاحترام التام لحقوق الإنسان فى العمل الأمنى والتركيز على المهام الاجتماعية والإنسانية لأجهزة الشرطة والأمن.
وفى نهاية كلمته أشار إلى المهام الجسيمة الملقاة على عاتق مؤسسات التدريب والتأهيل الأمنى فهذه المؤسسات هى حجر الزاوية فى العمل الأمنى، إذ بدونها لا يمكن تصور نجاح الأداء الشرطى ولا أن تتحقق أى جدوى من العمل الأمنى، ولكننا مطمئنون على قدرة هذه المؤسسات ـ بحمد الله ـ على رفع التحديات بفضل كفاءة القائمين عليها وحرصهم على تبادل التجارب والخبرات وتعزيز علاقات التعاون والتنسيق فيما بينها وتقييم البرامج بصورة مستمرة.
كومان يفتتح المؤتمر العربى الثامن لرؤساء التدريب والتأهيل الأمنى
الأربعاء، 29 مايو 2013 02:53 م