د.أحمد زكريا يكتب: بورما تحترق فأين ضمير العالم؟

الأربعاء، 29 مايو 2013 01:49 م
 د.أحمد زكريا يكتب: بورما تحترق فأين ضمير العالم؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى غمرة الثورات العربية وأزماتها المتلاحقة، وانشغال العالم بتأزم الثورة السورية، وتداخل المصالح مما أدى إلى زيادة تعقيد المشهد، تحدث مصائب ونكبات كارثية منذ فترة طويلة، ويتغافل العالم عنها بأسره، بل يصم أذنه ويتعامى بصره عن رؤيتها.

ومن هذه النكبات العظيمة مأساة المسلمين فى بورما، وما يتعرضون له من إبادة جماعية، ومحاولة لنزع دينهم وآمالهم من هذه الأرض التى امتد جذور الإسلام فيها لقرون طويلة.

وهذه إطلالة نحاول فيها أن نلقى الضوء على معاناة ومآسى المسلمين فى أراكان.

فقد استمرأ العدو الغاشم الحاقد فى عدوانه على المسلمين، وأخذ يتفنن فى ممارسة أساليب شيطانية، للقضاء على الإسلام فى تلك البلاد، ومن أبرز هذه السياسات الشيطانية.
التطهير العرقى:
منذ أن استولى العسكريون الفاشيون على الحكم فى بورما بعد الانقلاب العسكرى بواسطة الجنرال (نيوين) المتعصب عام 1962م تعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادى والثقافى ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين فى الدين واللغة والشكل.
طمس الهوية والآثار الإسلامية:
وذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقى يمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً على إعادة البناء أو بناء أى شىء جديد لـه علاقة بالدين والملة من مساجد ومدارس ومكتبات ودور للأيتام وغيرها، وبعضها تهوى على رؤوس الناس بسبب مرور الزمن، والمدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومى والمصادقة لشهاداتها أو خريجيها.

المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين فى المجتمع البوذى البورمى قسراً.

التهجير الجماعى من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها فى قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدى المسلمين جبراً، أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أى تعويض، ومن يرفض فمصيره الموت فى المعتقلات الفاشية التى لا تعرف الرحمة.

الطرد الجماعى المتكرر خارج الوطن
مثلما حصل فى الأعوام التالية: عام 1962م عقب الانقلاب العسكرى الفاشى، حيث طرد أكثر من 300.000 مسلم إلى بنغلاديش.

وفى عام 1978م طرد أكثر من (500.000) أى نصف مليون مسلم، فى أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة 40.000 من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وفى عام 1988م تم طرد أكثر من 150.000 مسلم، بسبب بناء القرى النموذجية للبوذيين فى محاولة للتغيير الديموغرافى.

وفى عام 1991م تم طرد قرابة (500.000) أى نصف مليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التى فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة انتقاماً من المسلمين، لأنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب الوطنى الديمقراطى (NLD) المعارض.

إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت فى المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.

العمل القسرى لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم فى الأكل والشرب والمواصلات).

حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم فى الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به فى غياهب السجون.

حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم، حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء فى الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التى يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.

منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.

عدم السماح لهم باستضافة أحد فى بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته.

عقوبات اقتصادية
مثل الضرائب الباهظة فى كل شىء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.

ومن خلال العرض السابق، يتبين لنا بجلاء المخطط البوذى البورمى لإخلاء إقليم أراكان من المسلمين بطردهم منه أو إفقارهم وإبقائهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة، ولاستخدامهم كعبيد وخدم لهم، حيث إنهم لم يُدْعَوْا حتى لحضور المؤتمر العام، لذلك ينبغى للمسلمين عموماً وعلى أهل الفكر والرأى والمشورة والعلم خصوصاً نصرة قضاياهم، وإعانتهم بكل السبل الممكنة فى هذا العصر.

ولجعل المستقبل أفضل ولصالح المسلمين -وإن كان أمر المستقبل بيد الله إلا أننا أمرنا بالسعى- يمكن العمل على مراحل عدة:
المرحلة الأولى: المطالبة بالمساواة فى الحقوق العامة كغيرهم من المواطنين، وتنشيط القضية وتفعيلها من ناحية السياسة الداخلية والدولية حتى يتمكن المسلمون من الحصول على حقوقهم، ويحصلون على التمثيل فى البرلمان والحكومات المحلية وغير ذلك، وبذلك تقوى مواقفهم.

المرحلة الثانية: المطالبة بتنفيذ رغبة الشعب الأراكانى فى تطبيق الشريعة الإسلامية على الإقليم، بكونهم الأغلبية فى الإقليم، والإعداد لهذه المرحلة من الناحية الشرعية والدستورية، وتتبعها مراحل أخرى حتى يحصلوا على الاستقلال بإذن الله.








مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

sedky

يارب

عدد الردود 0

بواسطة:

MOHAMED

لاقوة إلا بالله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة