قال مسئولون ومحللون فى قطاع الاتصالات فى مصر، إن الشركة المصرية للاتصالات، مشغل الاتصالات الثابتة الوحيد فى البلاد، ستواجه منافسة شرسة من جانب شركات الهاتف المحمول، حال حصولها على ترخيص يسمح لها بتقديم الاتصالات المحمولة.
وتستعد مصر لطرح رخص متكاملة للاتصالات، أمام الشركات العاملة فى السوق، مطلع يوليو القادم، حسبما قال عاطف حلمى وزير الاتصالات فى تصريحات له مؤخرا.
وتسمح رخصة الاتصالات المتكاملة للشركة تقديم كافة خدمات الاتصالات من ثابت ومحمول وإنترنت، فيما قالت المصرية للاتصالات المملوكة للدولة بنحو 80%، والنسبة الباقية مطروحة فى البورصة المصرية، إنها تعتزم الحصول على هذه الرخصة.
وقال ياسر رضوان، محلل قطاع الاتصالات فى مصر :" حصول المصرية للاتصالات على موطئ قدم فى سوق المحمول لن يكون بالأمر السهل، فى ظل المنافسة الشرسة مع شركات المحمول الثلاث".
وتعمل فى مصر شركات "فودافون مصر" والمصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" و"اتصالات مصر"، فيما يبلغ عدد مشتركيها 94.4 مليون مشترك، فى نهاية فبراير الماضى، حسب بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف رضوان، فى اتصال هاتفى لوكالة الأناضول للأنباء: "هناك معوقات عديدة على رأسها التواجد وسط منافسة شرسة بالسوق".
ووفقا لتراخيص الاتصالات المتكاملة، تحصل المصرية للاتصالات، حال حصولها على الترخيص، على دقائق المكالمات من شركات المحمول لتعيد بيعها لعملائها.
ويرى محللون أن المصرية للاتصالات ستواجه شروطا من جانب شركات المحمول تتعلق بتسعير المكالمات لدى إعادة بيعها.
وقال مسؤولون فى شركات المحمول، إنهم يعتزمون تحميل المصرية للاتصالات ضريبة مبيعات على المكالمات المباعة إليها حال الترخيص لها بتقديم خدمات الاتصالات المتكاملة، فيما وصفه عاملون فى قطاع الاتصالات بأنه محاولة لتقويض مساعى مشغل الاتصالات الثابتة فى مصر لمنافسة شركات المحمول.
وقال أشرف حليم، نائب رئيس شركة "موبينيل" للشئون التجارية، إن الشركة لن تتحمل ضريبة المبيعات البالغة 15?، عند قيامها ببيع دقائق المحمول إلى الشركة المصرية للاتصالات.
وأضاف حليم، فى اتصال هاتفى لوكالة الأناضول للأنباء، أن تحصيل هذه الضريبة من المصرية الاتصالات، يجعلها تحصل على دقيقة المحمول بسعر لا يقل عن 15 قرشا للدقيقة.
وطرحت شركات المحمول فى الفترة الأخيرة عروضا، بلغت فيها تعريفة الدقيقة إلى 14 قرشا للدقيقة ما يعادل 2 سنت.
وقال نائب رئيس شركة "موبينيل" للشئون التجارية: "نستطيع تحمل ضريبة المبيعات فقط عن عملائنا، وعلى المصرية للاتصالات تحمل تلك الضريبة عن عملائها أو تحميلها لهم".
وقال خالد حجازى، نائب رئيس شركة فودافون مصر، فى اتصال هاتفى لوكالة الأناضول للأنباء: "حتما سنناقش تسعير الدقيقة قبل الشروع فى بيع المكالمات للمصرية للاتصالات".
لكن محمد النواوى، الرئيس التنفيذى للمصرية للاتصالات قال: "لدينا خطة تجارية لمواجهة المنافسة المحتملة مع المحمول"، دون أن يكشف عن تفاصيل هذه الخطة.
وقال النواوى: "سنقدم خدمات متكاملة من محمول وثابت وإنترنت للعميل الواحد وبالتالى يمكننا تقديم أسعار تنافسية، مقارنة بالخدمات المنفردة التى تقدمها شركات المحمول".
وحسب إحصاءات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تراجع عدد مشتركى الهاتف الثابت إلى 8.6 مليون مشترك بنهاية فبراير الماضى، مقابل 10.8 مليون مشترك فى نهاية نفس الشهر من عام 2007، بانخفاض 25.5%.
وقال محمود الجوينى، عضو مجلس إدارة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، قال فى مكالمة هاتفية لوكالة الأناضول للأنباء، إن الجهاز سيتدخل لضبط أسعار السوق، وحماية عامل المنافسة بين الشركات فور دخول مشغل رابع لسوق المحمول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة