«اليوم السابع» تخترق العالم السرى لمافيا الآثار.. شيخ سودانى أشعل النار فى المنزل لاستخراج الكنز الفرعونى فى 15 يوما بالأقصر.. محرر الصحيفة يخوض مغامرة مع تجار الآثار وحضور جلسات التفاوض مع العفاريت

الأربعاء، 29 مايو 2013 04:04 م
«اليوم السابع» تخترق العالم السرى لمافيا الآثار.. شيخ سودانى أشعل النار فى المنزل لاستخراج الكنز الفرعونى فى 15 يوما بالأقصر.. محرر الصحيفة يخوض مغامرة مع تجار الآثار وحضور جلسات التفاوض مع العفاريت «اليوم السابع» تخترق العالم السرى لمافيا الآثار
الأقصر - مصطفى جبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مغامرة خاضتها «اليوم السابع» بين المهربين وتجار الآثار بمحافظة الأقصر، لتكشف خبايا عالمهم الأكثر ظلمة وغموضا من المقابر.

هدفنا كان الكشف عن وجود بعض عناصر الشرطة ضمن «مافيا الآثار» التى تمارس النصب على ضحاياها، تطبيقا للمثل الشعبى الشهير «حاميها حراميها»، على حد قول أحد تجار الآثار.

خيوط متشابكة تبدأ بسماسرة تاريخ مصر الذين يصطادون الضحايا من خلال وسطاء آخرين حتى يسقط الضحية فى شباك تجار «النصف كم» الذين يقومون بالتنسيق مع بائعى ضمائرهم فى وزارة الداخلية بحثا عن الثراء السريع.

البداية كانت حينما التقينا ببعض الشباب المهووسين بتجارة الآثار، ورافقناهم خلال إحدى رحلاتهم فى مجال البحث عن الآثار للتجارة فيه طمعا فى الثراء السريع، كان الشباب يحلمون كثيرا بالعثور على كنوز أثرية لتنتشلهم من حالتهم الاجتماعية الصعبة إلى عيشة رجال الأعمال وذوى المال، فبدأوا يفكرون فى طريقة يصلون من خلالها إلى غرضهم، وبعد فترة استغرقت أياما معدودة توصلوا إلى شيخ «سودانى» عرف عنه الجدية فى استخراج الكنوز الأثرية، فاتفق الشباب معه عبر المراسلات على القدوم إلى مصر لاستخراج كنز بالأقصر، وفور وصول الشيخ إلى الأقصر التقى الشباب الذين استضافوه لأكثر من 15 يوما.

قضى الشيخ الليلة الأولى بمنزل خصصه الشباب لاستضافته، وفى الصباح الباكر توجهنا جميعا ومعنا الشيخ للمنزل الذى من المتوقع أن يكون بداخله كنز فرعونى، وبعد معاينته، استخرج الشيخ السودانى قطعة بخور «مغربى» قيمتها 15 ألف جنيه، ثم اتفق الشيخ مع الشباب أن يتم خصم ثمنها بعد العثور على الكنز الفرعونى وبيعه، ثم أطلق الشيخ البخور حتى ملأ أركان المنزل وأصبح كل منا لا يرى صديقه، بعدها بدأ الشيخ يرتل ترانيم غير مفهومة، ثم قال لنا إن المنزل به مخزن ذهب فرعونى، وسنعود لاحقا.

وفى اليوم الثانى ذهبنا إلى المنزل فى تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وفور دخولنا المنزل طلب الشيخ منا أن يدخل هو وحده الغرفة التى حددها، مؤكدا أن الكنز فى هذه الغرفة، وطلب منا ألا ندخلها وأن نظل فى غرفة أخرى، ثم مكث فى الغرفة ما يقرب من ساعة قام خلالها بإطلاق البخور وترتيل الترانيم غير المفهومة، وبعدما انتهى خرج من الحجرة ثم غادرنا المنزل، واستمر الشيخ على هذه الحال لمدة 15 يوما زار المنزل خلال هذه الفترة 5 مرات، وفى المرة الأخيرة الخامسة، وقبل أن نتجه إلى المنزل أكد لنا الشيخ أن الليلة ستكون الأخيرة، وسيتم استخراج الكنز، فطلب تجهيز سكينتين وإناءين، ثم ذهبنا إلى المنزل، وبعد دخولنا المنزل دخل الشيخ الغرفة بمفرده، وأطلق البخور ثم طلب منا الدخول، وفور دخولنا الغرفة ضرب الشيخ سكينا فى الأرض ثم ضرب الأخرى على بعد مترين من الأولى، ثم أمر واحدا من الشباب بالوقوف على إحدى السكينتين، والآخر على السكينة الأخرى على أن يكون كل منهما فى يده إناء مملوء بالمياه، وطلب منهم أن يمتثلوا لأوامره إذا طلب منهم يسكبوا المياه على السكينة، فوافقوا، ثم بدأ يرتل ترانيمه، وبعد وقت كبير طلب منهم أن يسكبوا المياه على السكين، وعقب استجابتهم لطلبه اندلعت النيران بالمنزل، وشاهدنا المياه وكأنها براكين تخرج من الأرض، ففررنا هاربين خارج المنزل.

عطر لاندريس

بعدها غادرنا المنزل من هول ما شاهدناه، ثم برر الشيخ فشله بأنه لم يستطع إقناع «الرصد»، وهو الجان المكلف بحراسة مخزن الذهب الفرعونى، فقرر الشيخ أن يخدعه، ويحاول أن يستخرج الكنز أثناء غياب الحارس حال تواجده بالمعبد، إلا أن الحارس جاء فجأة أثناء قيام الشيخ ومعاونيه من الجن باستخراج الكنز فأشعل النيران بهم مما أصاب العديد من أعوان الشيخ من الجان.

صلح مع الشيطان!

وفى اليوم الثانى فاجأنا الشيخ بخبر سار، قال: إنه تصالح مع الحارس بعد واقعة الأمس واتفق على أن يعطيهم عروسا من الذهب مقابل بعض المطالب، وهى شراء عطر «لاندريس» و«بنت السودان».

فبدأ الشباب رحلة البحث عن طلبات حارس المقبرة، فلم يجدوها، فاتفق الشيخ معهم على أن يشتريها لهم من السودان ثم يعود ليحصلوا على العروس من الحارس، وأخذ منهم مبلغا من المال وذهب ولم يعد.

بعد هذه الواقعة تعرفت من خلال هؤلاء الشباب على أحد تجار الآثار بالأقصر، حيث أعطانى أحد الشباب رقم هاتفه المحمول، فقمت بالاتصال به هاتفيا، وطلبت لقاءه، فرفض فى البداية، وبعد إلحاح منى وافق بشرط أن أذهب إليه فى أى مكان يحدده، وبالفعل وافقت على الفور، فقال لى انتظر منى مكالمة فى أى وقت، وبالفعل كانت المكالمة بعد 3 أيام فى تمام السابعة والربع مساء، فإذا بالتاجر يحدثنى فى الهاتف من رقم آخر، فقال لى الآن سألتقى بك.. فأين أنت؟ فقلت إننى فى وسط البلد.. فقال أعطنى أوصافا لأتعرف عليك.. فأعطيته، ثم طلب منى عدم إغلاق الهاتف على أن أكون متواصلا معه على الهاتف حتى أصل إلى مكان عام حدده هو، ليضمن عدم الإبلاغ عنه، فور وصولى إلى المكان الذى وصفه لى التاجر، إذا بشاب يلتقى بى مؤكدا أنه من طرف التاجر، بعدها توجهنا لمنطقة كانت وسط الزراعات وكان التاجر فى انتظارنا.

مع تاجر الآثار

يقول «أ. ى» أحد كبار تجار الآثار بالأقصر إن هناك نوعين من التجار، الأول هو الذى يعمل بأمانة فى كل تعاملاته مع «زبائنه»، أما النوع الثانى من التجار فهم الذين يعتمدون على عمليات النصب.

ويحكى التاجر: البداية تكون بقيام التاجر بعرض صور فوتوغرافية لقطعة الآثار التى يريد بيعها، ويتداولها الوسطاء حتى تصل لـ«الزبون» الذى سيشترى هذه القطعة، فيقوم الزبون بإرسال أحد الخبراء للتأكد من أثريتها، وبعدما يتأكد الخبير يقوم بالاتصال بالمشترى ليؤكد له أن «البضاعة سليمة»، بعدها يصل إليهم المشترى بالمال ليسلمه للتاجر ويتسلم القطعة الأثرية.

ويتابع التاجر: ففى هذه اللحظة تبدأ عملية النصب، حيث يكون هناك اتفاق مسبق بين التاجر وأحد ضباط الداخلية ويتم تحديد مكان وزمان التسليم، وفى الوقت المحدد يقوم الضابط بشن حملة مفاجئة على المكان المحدد وضبط التاجر والمشترى والخبير أثناء عملية التسليم، وبسؤال المضبوطين يعترف التاجر بملكيته للقطعة الأثرية والمبلغ المالى متحملا عواقب اعترافه ليظهر أمام المشترى فى صورة الرجل الشهم، ثم يفر المشترى والخبير هاربين بعدما يفرج عنهما الضابط دون أن يفكرا فى المبلغ الذى خسره المشترى، بل يسيطر على تفكيره أنه نجا من قبضة رجال الشرطة والسجن بتهمة الاتجار فى الآثار.

تحت التهديد

وأشار التاجر إلى أسلوب آخر يتبعه بعض التجار، موضحا أن التاجر يقوم بتهديد المشترى بالأسلحة الآلية فور وصوله بالمبلغ المالى ليترك المشترى ما لديه من أموال كانت بحوزته ويفر هاربا، وأكد التاجر أن هذا الأسلوب قليل من التجار من يتبعونه. ويشرح التاجر الطريقة الأولى قائلا: يقوم المشترى بفحص القطعة الأثرية والتأكد من صحة أثريتها، بعدها يقوم بالاتفاق مع التاجر على موعد آخر لتسليم القطعة الأثرية، وفى الفترة بين الاتفاق وموعد التسليم يقوم المشترى بالاتفاق مع ضابط الشرطة الذى يخطط لمداهمة الموقع أثناء التسليم، ولكى يضمن الضابط عدم تتبع التاجر له، يقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة بشأن المداهمة واستئذان النيابة، إلا أن التفاوض يكون بعد القبض على التاجر ومعه قطعة الآثار، حيث يعرض عليه ضابط الشرطة إما الاستمرار فى القضية وحبسه بتهمة الاتجار فى الآثار، أو يتعهد بالصمت مقابل أن يتم الاستبدال بالقطعة الأثرية أخرى مقلدة، ويتم إخلاء سبيله لأنها أصبحت غير أثرية.





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

عاوز أكون ظابط آثااااااااااااااااااااار

يا ولاد الايه يا عفاريت

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو رامى الصعيدى

معلومات خطيرة جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالحميد

ثم

عدد الردود 0

بواسطة:

مها السنانى

طب ما العفاريت يحلوا لنا مشكلة سد النهضة

بس خلاص

عدد الردود 0

بواسطة:

مها السنانى

طب ما العفاريت يحلوا لنا مشكلة سد النهضة

عدد الردود 0

بواسطة:

هذا انا

ياريت كل يوم حدوتة زى دى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ماشي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة