الهدف الذى يريد أن يحققه كل من خاطفى الجنود السبعة فى سيناء- سواء كان هؤلاء الخاطفون ينتمون إلى تنظيمات إرهابية أو جهادية أو حتى من بدو سيناء، وقاتلى الشرطى البريطانى فى جنوب لندن – الذى قيل إنهم ينتمون إلى التيار الإسلامى – هو تشويه صورة الإسلام وإظهار المسلمين كأنهم متطرفون وإرهابيون.
الإرهاب والتطرف واستخدام العنف ضد مواطنين أبرياء تحت ستار حماية الإسلام موجود فى كل مكان فى العالم، حتى فى الدول الديمقراطية والتى تنعم بشىء من الاستقرار.
وإذا كان خاطفو الجنود أو قاتلو الشرطى البريطانى ينتمون إلى دين آخر غير الإسلام فكانت ستأخذ القضية مسارا آخر ولن تحدث كل هذه الضجة، ولكن الخطير فى الموضوع أن معظم من يقومون بعمليات إرهابية أو عمليات عنف وخطف ينتمون إلى الإسلام – وهو منهم براء - ويرفعون شعاراته، وهم لا يعلمون أنهم بأفعالهم هذه يقدمون أكبر خدمة لأعداء الإسلام وكارهيه حول العالم، ويساعدوا فى تنفير الناس منه دون أن يشعروا.
كل هؤلاء المتطرفون سواء كانوا فى سيناء أو فى لندن أو فى واشنطن أو فى أى مكان فى العالم هم ضحايا مجتمعات فاسدة وجاهلة، ضحايا نظم سياسية ديكتاتورية ومتسلطة، ضحايا نظم تعليمية فاشلة، ضحايا منظومة أخلاقية ضاحلة.
هم أيضاً – وهو الأهم – ضحايا الغلو فى الدين وانتشار الفكر الدينى المتطرف – عن طريق بعض القنوات الدينية والأبواق الإعلامية - الذى يدعو إلى العنف ويكَفر المجتمع بأكمله، ذلك الفكر الذى – على سبيل المثال - يحرم تهنئة الأقباط فى أعيادهم ويساويهم مع الكفار.
هم ضحايا لعدم وجود فهم جيد للدين الإسلامى الحنيف الوسطى المستنير، الذى لا يدعو إلى العنف أبدا ولا إلى زهق الأرواح أو إراقة الدماء، بل يدعو إلى التعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، ذلك الدين الذى لا يفرق بين أى شخص أبداً بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو عرق أو دينه، وجعل معيار التقرب إلى الله سبحانه وتعالى هو التقوى.
لذا يجب على كبار علماء هذه الأمة أن يقوموا بالتصدى لمثل هذه الأفكار الهدامة المتطرفة التى لا تمت للدين الإسلامى بصلة، ومحاربة الفكر بالفكر عند طرق نشر الفكر الدينى المستنير المستند على كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وعن طريق تعريف العالم بأكمله أن هؤلاء الإرهابيين المتطرفين هم فئة شاذة عن الإسلام ولا يمثلونه مطلقاً، فجانبوا الحق وسعوا فى الأرض فساداَ وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاَ.
عمرو وجدى يكتب: من سيناء إلى لندن... الهدف واحد
الثلاثاء، 28 مايو 2013 07:22 م