د. سمير البهواشى يكتب: بيل جيتس مصرى يااااارب!

الثلاثاء، 28 مايو 2013 08:23 ص
د. سمير البهواشى يكتب: بيل جيتس مصرى يااااارب! بيل جيتس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتباهى الغرب ومعه دول جنوب شرق آسيا الصناعية فى العصر الحالى، بنظمهم الإدارية الحديثة، والتى أدت بهم إلى التقدم الذى نلاحظه فى شتى الميادين، فى الوقت الذى يتخبط فيه المسلمون فى كل مكان ولا يدرون أى الطرق يسلكون لتصحيح المسار الإدارى فى دولهم!

وقد دفعنى هذا التناقض الغريب إلى البحث فيما جاء به الإسلام الحنيف سواء تصريحا أو تلميحا لتنظيم سير العمل الجماعى والفردى وقارنته بما يتبعه الغربيون فلم أجد فرقا اللهم إن كان فى صالح النظام الإسلامى، فالنظم الإدارية الناجحة تقوم على مبادئ محددة، من أهمها:
1- الانضباط وسماع الأوامر وتنفيذها،
قال رسول الله" صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشى كأن رأسه زبيبة " رواه البخارى
وقال تعالى : وَلَو أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً" (46) سورة النساء"
2- الإحساس بالمسئولية، سواء مسئولية المدير تجاه العاملين،
أو مسئولية العاملين تجاه ما بين أيديهم من أعمال، قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"
وما جاء بعد ذلك فى الحديث أمثلة للتوضيح وليست للحصر
ومعنى هذا أن جميع الخلائق العاقلة مسئولون أمام ولاة الأمور فى الدنيا وأمام الله فى الآخرة والذى لا يسأل هو الله، قال تعالى : "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" (23) سورة الأنبياء"

3- جودة العمل، وتحكيم الضمير: جاء فى الحديث الشريف: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وجاء فى الأثر: "لا تطلب سرعة العمل وأطلب تجويده فإن الناس لا يسألون فى كم فرغ منه وإنما يسألون عن جودة صنعته". وقال (صلى الله عليه وسلم) حينما سئل عن الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

4- عدم إرجاء الأعمال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى وهو بالبصرة: "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فتزدحم عليك الأعمال فتضيع".

وجاء فى الأثر: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادى مناد من قبل الحق تبارك وتعالى: أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإنى لا أعود إلى يوم القيامة.

5- ضغط الإنفاق وعدم الإسراف: كان عمر بن عبد العزيز يحث على عدم الكتابة بأقلام غليظة للاقتصاد فى المداد وما يستهلك من صحائف.

6- المحاسبة على الكسب غير المشروع: جاء إلى النبى (صلى الله عليه وسلم)، أحد عماله بمال قد جمعه وقال هذا لكم وهذا أهدى إلى، فغضب النبى (صلى الله عليه وسلم) ووقف يخطب الناس ويلوم تلك الفعلة دون أن يذكر اسم الرجل: "ما بال الرجل نستعمله على العمل بما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدى إلى .. أفلا قعد فى بيت أبيه وأمه فنظر أيهدى إليه أم لا؟؟".

7- عدم تميز الرئيس عن المرؤوسين: وقصة النبى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عندما قال لهم: "وعلى جمع الحطب" حتى لا يتميز عنهم أشهر من أن نسردها هنا وأيضا ما يروى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما كان خليفة على المسلمين وفتحت بيت المقدس وذهب لتسلم مفتاحها من ملك الروم ومعه خادمه وراحلة واحدة كانا يتبادلان الركوب عليها وعندما اقترب من القدس كان الدور فى الركوب على الخادم فأصر عمر على أن يركب خادمه ويدخل هو المدينة ماشياً !
8- تيسير أمور المتعاملين مع المصالح والخدمات الجماهيرية :

قال رسول الله" صلى الله عليه وسلم: "من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن نفس عن مسلم كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"
وقال : "لأن يمشى أحدكم فى حاجة أخيه فيقضيها له أحب إلى الله من اعتكاف أربعين يوما".

9- الصدق والالتزام بالمواعيد والأوقات والمواصفات المتفق عليها: قال تعالى : "وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً} (34) سورة الإسراء وقال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان" متفق عليه .

تذكرت هذه الوقائع وأنا اقرأ حواراً دارا مع بيل جيتس صاحب شركة ميكروسوفت العالمية وأعجب المحاور بتواضع جيتس الجم مع عماله وسعادته عندما يسمعهم ينادونه باسمه المجرد " بيل " وقلت فى نفسى متعجباً من اهتمامنا المبالغ فيه بالقشور مع الإهمال المزرى للب الدين إننا نملك أجود البذور وأخصب الأراضى لإنتاج أشجار النظام والتنظيم والإدارة لنرى العالم أجمع جنة الله على أرضه ولكننا للأسف نفتقد الزراع المهرة وأرجو أن يكون قد آن أوان البحث عنهم فى مشروع النهضة؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة