منذ بداية الأزمة فى السورية، وتفاصيل معاناة السوريين، تحتل دقائق طويلة من برنامج "رسائل صحفية" الذى يعرض على تلفزيون "الآن".
حكايات كثيرة سردها البرنامج وقدم تقارير عليها، إلى أن آخرها قد يكون الأكثر مأساوية.. أم أحمد، أو أم الست بنات، لجأت إلى لبنان، لتبدأ معها رحلة تشرد وضياع، لا مأوى، لا غذاء، ولا مال، فأم أحمد هربت مع بناتها إلى لبنان، بعد أن اعتقل النظام أبناءها، خافت على بناتها من الاعتقال، وما قد يليه من اغتصاب وتعذيب، ففضلت الهروب إلى مستقبل مجهول، على البقاء والاستسلام لمصير محتوم.
حال أم أحمد أثار مشاعر أحد المحسنين، ليقدم لها ولبناتها مكان يأوين إليه، منزل لا أبواب له ولا شبابيك، تقول أم أحمد: "ليس لدينا أحد يحمينا، أو حتى يعيلنا، زوجى مشلول، أبنائى الذكور لا أعرف عنهم شيئا، اختفوا منذ بداية الأحداث، أتينا إلى هنا، لنا الله، ورجل طيب قدم هذا المنزل، لكنه غير مكتمل، كلما طلبنا المساعدة من أحدهم طردنا، لا نملك النقود لشراء المأكل".
المنزل غير صالح للسكن، لا ماء فيه، ولا كهرباء، ولا حتى صرف صحى، تتناوب الأم وبناتها، على النوم على فرش وحيد فى البيت.
لأم احمد ابنة معاقة، حرمها العوز وقلة الحيلة وضعف المساعدات الإنسانية، من دوائها، مما أدى إلى تدهور صحتها.
إحدى بنات أم أحمد تحسرت على أيام سوريا، ولو أنها لم تكن آمنة، وقالت:"لو بقينا فى سوريا وعشنا الذل، لكان أشرف لنا، أين هى الإنسانية، ألا يوجد من يرأف بحالنا؟.
يذكر أن مئات العائلات السورية فى لبنان، تعيش نفس الوضع المأساوى، خاصة مع وجود نقص فى المساعدات الإنسانية المقدمة من الخارج.