محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: وماذا بعد؟؟

فى 25 يناير 2011 م قامت ثورة مصرية سجلها التاريخ والعالم بأكمله ولم يسجلها من قاموا بها وهم المصريون، لقد قامت ثورة على النظام فى ذلك الوقت وقامت بتغير النظام الفاسد كما أطلقوا عليه ولكن وماذا بعد الثورة؟ إلى مدى حققت الثورة أهدافها؟

فى العالم الحديث وفى عصر الثورات، تحدث الثورة فى جميع المجالات مثل السياسة، التعليم، العقول، الطب ..إلخ لكن والله أعلم فى مصر حدثت بمفهوم عكس الثورة الحقيقية تماما، فقط فى مصر بعد الثورة انقسام شعب انفلات أمنى وربما هذا طبيعى نتيجة للأحداث التى تعرضت لها وزارة الداخلية أثناء وبعد الثورة وقد عادت بفضل الله، بنسبة كبيرة ثم يأتى بعد ذلك انفلات أخلاقى حيث أصبح الشعب المصرى مثل بحيرة ممتلئة بالأسماك بكافة الأنواع والأصناف وتكون لديه حب الأنانية وثقافة الـ (أنا) من أجل البقاء، أن الانفلات الأخلاقى فى كل مكان ليس فى الشارع مثل تحرش أو عدم تنظيم مرور أو غيره وإنما أصبح فى تعطيل مصالح المواطنين فى المصالح الحكومية ورداءة التعليم وغيره، ثم بعد ذلك نرى الآن الانفلات العقلى بعد الثورة لقد انتشرت كلمة بين المصريين وهى كلمة (الحرية) ولكن عندما تسأل أى شخص عن معناها لا يعلم عنه شيئا فأصبحنا نرى 90 مليون مواطن مصرى خبراء فى كل شىء سياسة رياضة اقتصاد حتى الدين والذى يعتبر خطا أحمر أصبحنا نفتى فيه بكل ثقة، ونرى من يعلم ومن لا يعلم يتحدث فى كل شىء غاب العقل عنا وأصبحت حياتنا مجرد (قص– لصق ) لا نترك فرصة لعقلنا فى تحليل أو تدبير الأفكار ولكن وضعناه هامشا لا قيمة له سوى فى الشد والجذب مع الآخرين فى أى مناقشة أو حوار.