محمد درويش يكتب: كيف يمكننا الحصول على كأس العالم؟

الأحد، 26 مايو 2013 11:08 م
محمد درويش يكتب: كيف يمكننا الحصول على كأس العالم؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية أصبح حلم المصريين بالفوز بكأس العالم أمراً يُراود خيال الجميع، وباتت فكرة التأهل لهذه الكأس مطلباً، يكاد يكون ثورياً.

فبالنظر إلى تاريخ مصر الكروى ولحظات تأهلها لكأس العالم السابقة نجد أن مصر تأهلت مرتين كلتا المرتين لُعِبتا فى إيطاليا المرة الأولى كانت عام 1934مـ والثانية كانت عام 1990مـ، وبسرد مجمل الأهداف التى حققها المنتخب المصرى فى مبارياته مع خصومه تجد أن الفارق يكاد يكون ضيئلا جداً باستثناء مباراة مصر والمجر فكانت النتيجة (4/2) لصالح المنتخب المَجرى، مما يؤكد أن لدينا خطة دفاع جيدة من الممكن الاعتماد عليها وتحسينها لمواجهة ألد وأقوى الخصوم.

ولكن يبقى السؤال مطروحاً كيف لمصر بخطوات عملية حقيقية تستطيع الفوز بكأس العالم؟ وللإجابة على هذا السؤال لابد من النظر إلى كيفية سير المباريات العالمية الآن ومدى اختلاف طرق اللعب الحالية عن الطرق التقليدية ومدى تطور طرق ووسائل الهجوم والدفاع وحصر الأخطاء وتجنبها ودراسة الفرق المنافسة دراسة تاريخية أولاً ثم دراسة تكتيكية ثانية.

وظهر حديثاً تكتيكاً كروياً جديداً يسمى "بالكرة الحديثة" وهو تكتيك أو مهارة دارجة فى المباريات العالمية أكثر من كونه موجودا فى المباريات المحلية وهذه المهارة ببساطة تتلخص فى أن الاستحواذ فى الملاعب يكون للكرة وليس للاعبين بمعنى أن الكرة تتحرك فى الملعب أكثر من تحرك اللاعب نفسه، فلو نظرنا مثلاً لمباراة بين الريال وبرشلونة ولك أن تستخدم مؤقت الزمن الخاص بك لتحسب معى لحظات وجود الكرة فى ملعبى الفريقين، فلو كانت الكرة متواجدة الآن فى ملعب الريال قم بإغماض عينيك وأعد فتحهما بعد 40 ثانية لتجد أن الكرة أصبحت موجودة فى ملعب برشلونة ولك أن تغمضها مجدداً ثم تفتحها بعد 40 ثانية أخرى سوف تجد الكرة متواجدة فى ملعب الريال وهنا نلاحظ أن الكرة تجوب زوايا الملعب وكأننا انتقلنا من كرة القدم إلى الكرة الطائرة.

فالسر فى انجذابنا إلى الكرة الأوروبية والعالمية هو تكتيك "الكرة الحديثة" فالكرة فى هذا التكتيك تتحرك بسرعة كبيرة تكاد تعرقل عمل فريق الإخراج الذى يقوم بنقل المباراة فهذا التكتيك يجعل المخرج يتصبب عرقاً فى كيفية اصطياد زوايا تحرك الكرة وطالما أن الكرة تتحرك كثيراً فى الملاعب نجد أن الفرصة فى اصطياد الأهداف تكون أكثر، مع العلم أن اللاعب لا يفقد مهارته ولا يُنهكه كثرة الجرى خلف الكرة، فهذا التكتيك يحقق الإثارة المستمرة للجمهور والمشاهد ولفريق البث وللاعبين أنفسهم فضل عن التوتر المستمر فى الأجهزة الفنية.

ولك أن تستخدم معى مؤقت الزمن الخاص بك لحساب المسافات التى تقطعها الكرة فى مباراة بين الأهلى والزمالك مثلاً فلو كانت الكرة فى ملعب الأهلى قم بإغماض عينيك وأعد فتحهما بعد 40 ثانية لتجد أن الكرة ما زالت فى ملعب الأهلى ولن أطلب منك أن تغلق عينيك 40 ثانية أخرى ولكن قم بغفوة لمدة نصف ساعة ثم عاود فتح عينيك لتجد أن الكرة تحركت إلى خط الوسط، الكرة فى الملاعب المصرية تتحرك ببطٍ شديد وكأنها كرة صُنعت من زجاج ووفقاً لطريقة التحرك هذه ترى أن احتمال اصطياد الأهداف بسيط جداً وإن حدث تجد أنه حدث بالصدفة البحتة يتم هذا كله وسط ارتياح من جهاز بث المباراة وأقصد هنا فريق الإخراج طبعاً، ولمثال واضح جداً بين التكتيك القديم والحديث فى اللعب نجد مباراة "الأهلى وبرشلونة" مثلاً على الرغم أننى أهلاوى صميم لكن يظهر لنا الفارق بين الطريقتين وبالطبع إمكانية حدوث أهداف لفريق برشلونة، كانت أكبر لتحريكهم الكرة أكثر من تحرك اللاعبين أنفسهم مما يحافظ على لياقة الفريق أما الفريق الأهلى فنجد أن تحركاتهم كانت أكثر من تحرك الكرة وكأننا فى سباق للجرى الطويل فالحشيش فى الملعب قد ارتوى بماء عرق فريقى فريق النادى الأهلى.

ونحن فى مصر لدينا فريق قوى جداً لكن للأسف هو بعيد عن طرق اللعب الحديثة التى تهدف فى المقام الأول إلى تحقيق أكبر قدر من الأهداف وتحقيق عنصرى الإثارة والتشويق الكروى للجمهور أولاً ثم للمشاهد ثانياً، ولكى نفوز بكأس العالم لابد وأن نعتمد على تكتيك "الكرة الحديثة" بنسبة 60% تقريباً من طرق اللعب ليأتى بعد ذلك العوامل النفسية والخطط الهجومية والدفاعية ودعاء المصريين أولاً وأخيراً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة