كيف لم يلحظ أحد من قبل هذا التشابه الغريب ما بين الذرة والإنسان؟ تتكون الذرة بصورة مبسطة من نواة تقع فى المركز بها بروتونات، تحمل شحنة موجبة ونيوترونات تحمل شحنة متعادلة، ويسبح حول النواة فى مدارات متفاوتة عدد من الإلكترونات ذات الشحنات السالبة.
لو فكرنا قليلا لوجدنا أن لكل إنسان منا نواته الخاصة التى يسبح حولها بإلكتروناته أو روحه ذات الشحنة المختلفة غالبا عن بقية الجسد.
وكما أن للإلكترونات مداراتها الخاصة فى الفراغ المحيط بالنواة فإن الروح تسبح وتدور حولنا فيما يشبه نفس هذا الفراغ ربما الذرة ليست حرة فى اختيار نواتها أو مركزها فمادة النحاس لم تختر يوما أن تكون نحاسا وكذلك مادة الحديد أو الزئبق بينما كل إنسان منا له بعض الحق فى اختيار نواته التى يعلق بها روحه لتنسحب منه تدريجيا وتظل معلقة فى الفراغ الذى تدور فيه إلى مالا نهاية.
فى عالم الذرات إذا ما اكتسبت الذرة بعض الطاقة فإن بعض الإلكترونات تنتقل من مستوى أدنى من الطاقة إلى مستوى آخر أعلى وفى تلك الحالة تسمى بالذرة المثارة لكن غالبا لا تتحمل الإلكترونات وجودها فى مستويات طاقة أعلى من مستوياتها الحقيقية لفترة طويلة ولذلك فإنها سرعان ما تفقد تلك الطاقة وتعود مرة أخرى إلى مستوياتها الأصلية، الغريب هنا أن الإنسان غالبا إذا ما تعرض لمظهر من مظاهر الإثارة سواء كانت إثارة عقلية أو عاطفية أو ما شابه فإن روحه تشبه كثيرا ذاك الإلكترون الذى يحاول الخروج من مساره باحثا عن مسار آخر أعلى ليكافئ تلك الطاقة التى اكتسبها فى شعور استثارته ذاك.
قد تكون تلك الطاقة عبارة عن شعور بالحب أو النشوة أو حتى إعجاب زائد بمقطوعة موسيقية أو أى عمل فنى.
أسباب كثيرة نتعرض لها ربما يوميا تجعلنا عرضة لمثل تلك الاستثارة والغريب أيضا أننا نشبه الإلكترون فى عدم قدرتنا على البقاء طويلا فى تلك الحالة، بل إن تلك الحالة من السمو الروحانى كما نسميها قد لا تستمر سوى لدقائق أو ربما للحظات أو ومضات بسيطة تعتمد أيضا على كمية ونوعية الطاقة التى اكتسبتها الروح.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة