قبل أن أبدا كلامى أشعر بالحزن الشديد وأنا أذكر هذا الموضوع الخطير والذى يمثل خطراً كبيرا على الأمة بكاملها، فقد ظهرت فى الآونة الأخيرة ألفاظ شاذة وغريبة على لغتنا العربية، بدأت تنتشر بين أوساط الشباب وأن اللغات الجديدة التى ابتدعها الشباب ترتفع فيها نبرة السخرية فى مصطلحاتها كما زادت لدى الشخصية المصرية سمة السلبية واللامبالاة وظهرت تلك السمة فى كثير من تعبيرات الشباب، ويرجع انتشار هذه الألفاظ إلى أن البطالة والإحساس بالسلبية والشعور باللامبالاة وراء ظهور مثل هذه الألفاظ الشاذة فنرى الشباب فى كل الأماكن يلفظون بألفاظ لا ندرى لها بال وما أنزل الله بها من سلطان، فكلما مررت على شباب فى الطرقات أسمع يااااا الدنيا سلسفونية باللمون، وأنا خلاص فنخت وجبت جاز، وبقيت أكح أسفلت والآخر يرد عليه ويقول يا عم كبر الـ G وروق الـd ومن معهم يرد باقى القصيدة ويقول الإزازة فى البزازة وكل عام وأنتم بخير، كما ضعف الاهتمام بالتفرقة بين الحلال والحرام، واستحلال المال العام والرشوة، وانعكس ذلك فى المستحدثات اللغوية ناهيك عن ما يلفظ من كلام على شبكات التواصل المجتمعى ليلا ونهاراً فالشباب يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية متعددة ابتداء من الإحساس بالاضطهاد واللامبالاة، والعزلة والقلق الذى يكشف المستقبل بسبب البطالة مما أهل الشباب إلى الانغماس فى سلوكيات منحرفة أبرزها السلوك اللغوى مما جعلهم يبتدعون لغة خاصة بهم لها أبوان هما الإحساس بالعزلة والحرية وجعلوا هذه اللغة بمثابة القناع الذى يرتدونه فى مواجهة أنفسهم والآخرين رمزا للمواضيع الخفية التى يرغبون فى التحدث فيها، وانتشرت أكثر من لغة عامية بين الشباب فى مصر، كل منها لها مصدرها وذلك نتيجة استخدام للتكنولوجيا وما ولدته من وسائل فى مختلف الأنشطة وما سببته من تغييرات فى جوهر ومضمون هذه الأنشطة. هذه اللغة تعنى استغناء الشباب بمصطلحاتهم المستحدثة عن فلسفة ولغة أجدادهم وتراثهم، وأنهم قد صاغوا لأنفسهم فلسفة جديدة توائم عصرهم وظروفهم، وأن انتشارها بين فئات واسعة من الشباب سوف يضر اللغة العربية ففى ظل غياب دور البيت والمدرسة من موضوع التربية وكان منذ زمن ليس ببعيد يقال إن وزارة التربية قبل التعليم الآن لا تربية ولا تعليم إلا من رحمه ربى المشكلة أن فى الأماكن المفتوحة العائلات تتأذى من هذه الكلمات والأساليب التى أصبح الشباب يتباهى بها وتحت الأبنية والعمارات فى الساعات المتأخرة حيث الهدوء تسمع فى بيتك سيلا من أسوا أنواع السباب كأن مصرف مجارى فتح وانبعثت منه روائح سيئة عموما هذه الظاهرة نتاج لانهيار المجتمع والأخلاقيات والعادات الجميلة والدين لذلك وجب العلم والتحذير.
خالد عبد العظيم يكتب: "سلسفونية" باللمون وضياع اللغة
الأحد، 26 مايو 2013 10:25 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة