خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": كيف تصبح (صدقة) سيارات النظافة التركى إنجازاً تاريخياً؟

الأحد، 26 مايو 2013 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


أستطيع طبعا أن أفهم حالة الاقتصاد المصرى الآن، ومدى احتياج هذا البلد إلى أجهزة تنفس صناعية، تحول بيننا وبين الانهيار الاقتصادى الكامل، ولم أسمح لنفسى بالمزايدة مثلا على قرض صندوق النقد الدولى، أو الوديعة القطرية، أو القرض الليبى، أو المعونات الأمريكية والأوروبية، لأننى- ببساطة- أعرف أن أى سلطة فى مصر تحتاج حتما لهذه الحلول العاجلة، حتى تتمكن من البدء فى حل شامل، ورغم أننى تعففت عن استخدام هذا التسول الدولى فى معايرة السلطة، فإن السلطة وحاشيتها وأنصارها وجماعتها لم تتعفف عن تنظيم قصائد المدح فى الرئيس لإنجازاته فى هذه القروض!
ما لا أستطيع أن أفهمه أبدا، ولا أقبله على الإطلاق.. هو الطريقة التى تتعامل بها هذه الحاشية والسلطة مع المعونات الدولية، بل صدقات الدول على مصر أحيانا، وتصوير هذا العطف العالمى على أحوالنا باعتباره ثقة منقطعة النظير فى الرئيس مرسى، وإنجازا تاريخيا لإدارته للبلاد، فأى جرأة تلك التى تسمح لكم بتسويق وديعة قطر، وقروض أوروبا، وعطايا ليبيا، على أنها ضمن إنجازات الدولة!، بل كيف تجرأتم على تسويق المنحة التركية التى تتيح لمصر الحصول على 150 سيارة نظافة باعتبارها إنجازا للبرنامج الاقتصادى للرئيس؟
متى كان القرض إنجازا، وكيف ترون العطف الدولى عملا إداريا عظيما؟.. أنتم تسيئون إلى أنفسكم بهذه الدعاية المستفزة، وهذه الرسائل الواهمة التى تسوقونها على الشبكات الاجتماعية، والأخطر أنكم تخسرون الأصوات والأقلام التى يمكن أن تتفهم أوضاع الدولة، وتفسر هذا الأداء للحكومة أو للرئيس برؤية منطقية، وبتصورات عاقلة.. فحين تخرج حشود التعليقات السياسية، ودعاية اللجان الإلكترونية لأنصار الجماعة لتعتبر عصر القروض والصدقات هو أزهى عصور الأداء الاقتصادى للدولة، وأن ما يجرى هو عين الوفاء من الرئيس ببرنامجه الانتخابى، فإنكم تخسرون حتما كل ما يتبقى لكم من احترام، للأسف الشديد.
أنتم تتحدون المنطق، وتبتذلون سيادة هذا البلد بهذه الدعاية المستفزة، وبهذا التسويق الأحمق لعطف الدول الصديقة على أحوالنا، وإن كنتم تريدون الخير لهذا البلد حقا، وتحملونه فى مشروعكم السياسى، فإن الأولى لكم الآن أن تعكفوا على دراسة الآثار السلبية لهذه القروض على مستقبل مصر.. مَن الذى سيتحمل هذه الفاتورة الباهظة إن غرقت البلاد فى المزيد من الديون؟، وما الخطط الاقتصادية الصناعية التى ستتيح لمصر أن تسدد الدين المتراكم، وتعفى نفسها من الاستدانة من جديد؟
مصر ليست جماعة أو تنظيما يعيش على الهبات والمنح من أمراء الخليج.. مصر دولة ذات سيادة، تريد أن تتحرر سياسيا واقتصاديا، فيما تدفعوننا أنتم إلى سجن اقتصادى كبير، تحت أسوار الديون، وسجن سياسى كبير، تحت حصار التعسف السياسى والقانونى، فضلا على سجن السخافة والاستفزاز فى الدعايات المبتذلة التى تفسر للعوام هذه الديون باعتبارها إنجازات تاريخية.
ويقول المثل:
(علمنى كيف أصنع سيارة نظافة تركى، أفضل من أن تجعل من الصدقة التركية عملا تاريخيا)..
صباح الخير.








موضوعات متعلقة..


◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حل «عقدة النكاح» بين الأمن والدولة

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": مبروك للرجالة.. العسكرى اللى فى الجيش والعسكرى اللى فى الأمن المركزى

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": إلى المهندس خيرت.. العناد لم يكن ضمن ثقافة «مهاتير»

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": القنوات الدينية ومأساة جنودنا فى سيناء








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد حسن

صباح الخير.

صباح النور

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد العمروسى

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

معلش يا استاذ خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

استاذ خالد اسمعني

عدد الردود 0

بواسطة:

Ali

تستاهلوا

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوصاصو

للاسف

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمشاوي

طول ما النضاره سودا مش حنشوف حاجه حلوه أبدا

..

عدد الردود 0

بواسطة:

adel

منتهى الاهانة

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب العاصي

صدقة

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال

اتق الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة