مثله مثل مصر التى لم يصلها النهضة، يسير مترو مصر الجديدة فى إصرار على الرغم من انتهاء عمره الافتراضى منذ 20 عاما، حيث تعود أحدث عرباته- بحسب ما أكده أحد السائقين لـ«اليوم السابع»- إلى عام 1979، ومع ذلك لم يزل العاملون على خط المترو يخرجون كل صباح لمزاولة عملهم، رغم تعطل المترو كثيرا، وفى هذه الحالة يضطرون لاستخدام «العتلة» لإصلاحه.
يقول أحد السائقين، ويدعى محمد عبدالبارى، إنه فى عام 1910 بدأ إنشاء أول خط للمترو بين القاهرة وهليوبوليس، بواسطة شركة بلجيكية خاصة تسمى شركة «سكك حديد مصر الكهربائية وواحات عين شمس»، وكان هذا الخط فى البداية بين محطة كوبرى الليمون وروكسى بمسافة 7 كم يفد عليه مترو كل نصف ساعة، وعدد الركاب لا يزيد على 4800 راكب فى السنة.
وتابع: يتكون مسار المترو كوسيلة نقل كهربائى من السكة وشبكة التغذية الكهربائية، ومسار المترو الحالى ينتهى بمحطة رمسيس وتعمل عليه خمسة خطوط تربط مصر الجديدة ومدينة نصر حتى محطة رمسيس، وبالرغم من بطء حركته وكثرة أعطاله فإن هناك من يلجأ إليه لعدة أسباب، أهمها أنه رخيص الثمن، فسعر التذكرة خمسون قرشا، بالإضافة إلى أنه لم يتأثر بأزمة البنزين والسولار، علاوة على بعده عن الزحام، وأضاف السائق: بينما يصلح باب المترو الذى لا يغلق ويفتح إلا بمكابس الهواء، فإن هذا المترو حديث، ويرجع إنشاؤه لعام 1979، لافتا إلى أنه يعمل سائقا منذ 31 سنة، موضحا أن هذا المترو من الممكن أن يعمل لفترة أطول، لكن عندما تهتم به الهيئة، بإجراء صيانة وجلب قطع غيار، على الرغم من أن عمره الافتراضى انتهى منذ أكثر من 20 سنة، مؤكدا أن شركة التأمين انسحبت بسبب انتهاء عمره الافتراضى. وفى مشهد آخر اعترض عم محمد عبدالسميع،
ويعمل «كمسارى» على راتبه الذى يعتمد على الإنتاج، قائلاً: «زمان أيام القطارات كان المترو بيشتغل بـ200 جنيه فى اليوم، لكن النهارده يركب بالكتير 10 أفراد، فالركاب بيهربوا منه لأنه بيعطل كتير، حتى لو جه فى ميعاده من الممكن أن يعطل فى الطريق»، وتابع: الهيئة لابد أن تزيد عدد القطارات مثلما كان فى السابق، حيث كان يوجد 100 قطار، أما الآن فيوجد 10 قطارات فقط.
أما وحيد محمد، مفتش محطة مترو الميرغنى، فكشف لنا عن ظاهرة البلطجة التى تنتشر بعد المغرب، والتى يأتى أربابها من الشرابية وعزبة أبوحشيش، مؤكدا أنهم يستخدمون المترو وكرا لكسب الرزق الحرام، قائلاً: البلطجية لا يتعرضون لنا، بل يتعرضون للركاب فقط، ويعاملوننا على أساس أننا زملاؤهم، وعند سؤاله لماذا لم تقوموا بمنعهم؟، أجاب: هم مسلحون ومن يجب أن يمنعهم مباحث الهيئة وليس نحن.
على جانب آخر، قال أحد الركاب، من كبار السن: «أنا بركب المترو لأن سعره رخيص، والمترو لا يركبه إلا الفقراء»، وأضاف آخر أنه الوسيلة الوحيدة التى توصله لـ«منشية البكرى»، مشيرا إلى أن المترو سنة 1960 كانت حالته أفضل من الآن.
وتدخل أحد سائقى التروماى، ويدعى عبدالحميد غالى قائلاً إنه يعمل عليه منذ 1981، وهو يحتاج لقطع غيار جديدة، أو إحضار وحدات جديدة لأن هذا «الموديل» إصدار بعد أكثر من 30 موديلا، أما عن القضبان التى تسبح فى مياه مجارى الصرف الصحى فمن الممكن أن تؤدى إلى انقلاب القطار.
وأضافت طالبة بكلية إعلام جامعة عين شمس: «أنا بركبه علشان مفيش غيره على الرغم من إنه ليس له مواعيد، وممكن استناه أكتر من ساعتين، علشان وسيلة رخيصة بنص جنيه أما المواصلات الأخرى فبتعدى الـ3 جنيه».
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا..
بالفيديو.. احترس من مترو مصر الجديدة.. انتهى عمره الافتراضى منذ 0 2 سنة سائق: «بنمشيه بالعتلة وتذكرته بنص جنيه.. ومش بيتأثر بأزمات البنزين والسولار.. وبعيد عن الزحمة»
الأحد، 26 مايو 2013 09:52 ص
صورة ارشيفية