رجحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الأحد، اندلاع حرب أهلية فى العراق، مستندة فى هذه الترجيحات إلى تطورات الأحداث التى تشهدها بلاد الرافدين مؤخرا، والتى تظهر أنه ينتقل من أزمة إلى أخرى بدون وضع أى حلول فعلية تذكر.
وأعرب نجم الدين كريم، محافظ كركوك القيادى فى حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى الذى يترأسه رئيس الجمهورية جلال طالبانى - وفقا لما أوردته الصحيفة - عن مخاوفه مما قد يشهده العراق فى المستقبل القريب، منتقدا الحكومة المركزية فى بغداد وأداء القوات الأمنية لمنع موجات المزيد من موجات العنف التى تعصف بالبلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن كريم - الذى يقبع فى مكتبه تحت الحراسة المشددة - يبدو كما لو أنه يرحب بالتحدى الذى تشكله المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية التى تواجه كركوك، وأيضا أكثر تخوفا من تأثير الأزمة المتصاعدة فى البلاد ككل.
كما يبدو أن ثقته بقدرات القوات الأمنية العراقية محدودة، حيث يرى أنه لا يمكن فرض السيطرة الأمنية عبر قوات تفتقر إلى التدريب، فالجيش غير مدرب على أى شىء لقد تحول إلى عائد مالى لآلاف العاطلين عن العمل، وهذا ما يبرر عمليات الفرار من صفوفه التى حصلت فى الأيام القليلة الماضية "حسبما أبرزت الصحيفة".
وأضافت الصحيفة أن كركوك لا تزال ينظر إليها باعتبارها موطنا للعنف، وفى ظل تردى العلاقات بينها وبين الحكومة المركزية يزداد انخفاض التعاون الأمنى مع الجيش العراقى وقوات الأمن مما يؤدى بدوره إلى ارتفاع الهجمات الإرهابية بنسبة تصل إلى 30%.
ولفتت إلى أن العداء بين بغداد وكركوك، يبدو أشد من أى وقت مضى لاسيما عقب محاولات لإخلاء مواقع حول كركوك من الجيش العراقى الخطوة التى ندد بها قادة الجيش العراقى، معتبرين أنها بمثابة محاولة كردية انتهازية لتشديد قبضتهم على حقول النفط وهو ما نفاه نجم الدين كريم.
وخلصت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الأوضاع قد تكون أفضل فى كركوك من باقى المحافظات العراقية الأخرى، إلا أن فشل الحكومة المركزية فى باقى أنحاء العراق قد يؤثر بالسلب على كركوك ويعرقل مسيرتها نحو التقدم.
