أكد الرئيس محمد مرسى أننا لن نعود إلى الوراء، مهما كانت التحديات، ومهما كانت المحاولات، التى يقوم بها البعض لإيهام ثورات الربيع العربى أن الحال كان قبل هذه الثورات أفضل مثلما يحدث فى سوريا حاليا.
وأضاف، فى كلمة له اليوم السبت، أمام اجتماع للجالية المصرية فى أديس أبابا، أننا نحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق الأهداف المرجوة ولصناعة مستقبل مشرق وأفضل لأولادنا والتعرف على موارد الوطن المتنوعة مشيرا إلى سبيل المثال إلى ما نجحت فيه مصر من تحقيق محصول وافر من القمح هذا الموسم.
وقال "إننا نعمل الآن على استيراد القمح من الفلاحين بدلا من الخارج وتشجيع الفلاح على التوسع فى زراعة القمح"، مشيرا إلى أن مصر حققت هذا الموسم زيادة تبلغ 30 فى المائة فى الإنتاج مقارنة بالسنوات السابقة، بما يساعدنا على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء مستقبلا.
وبعث الرئيس مرسى برسالة اطمئنان إلى المواطنين بأن الأوضاع الاقتصادية فى مصر ليست بالسوء كما يردد البعض، مشيرا إلى المزاعم التى كانت تتردد فى يناير الماضى من أن مصر ستفلس وقال لا تصدقوا أبدا هذا الكلام، مؤكدا أن مصر ماضية فى زيادة الإنتاج والعمل حتى تصبح دولة منتجة للتكنولوجيا لأن العالم لا يعرف إلا لغة القوة ولا يحترم إلا الأقوياء الذين ينتجون.
ثم دار حوار صريح ومفتوح بين الرئيس مرسى وأبناء الجالية رد فيها على عدد من التساؤلات المطروحة على الساحة الداخلية ومن بينها سؤال حول موقف مؤسسة الرئاسة إزاء حركة "تمرد" فقال الرئيس مرسى إنه ليس من المفترض طرح مثل هذا السؤال لأننا نريد أن تتحول مصر إلى مفهوم المؤسسية بدلا من الاعتياد على ما كان يحدث فى الماضى من أن الرئيس هو محور كل الأعمال وكل الإجراءات.
وأوضح أن الدولة وفقا للدستور الجديد تقترب من برلمانية الحكم وتوزيع السلطة التنفيذية بين الرئيس والحكومة وإعطاء صلاحيات أقوى للبرلمان مع بقاء القضاء مستقلا بذاته وأعرب الرئيس مرسى عن أمله فى أن تنتقل مصر إلى مفهوم المؤسسية بدلا من أن تتركز السلطات فى يد واحدة فإذا غابت اليد غاب الوطن.
وقال إننا نعتقد أن حركة تمرد التى تسعى لجمع بعض التوقيعات لخلع الرئيس هى تضم مجموعة من الأفراد المخلصين ونريد لهم الانخراط فى العمل السياسى فى حزب أو جماعة ولكن يجب التأكيد على مبدأ الديمقراطية التى تقول إن الأغلبية هى التى تحكم.
وأضاف أن البعض يقول إننى حصلت فى الانتخابات الرئاسية على نسبة 52 فى المائة بصعوبة ولكن من الناحية الدستورية والقانونية أنا الرئيس الشرعى لمصر ويجب على الجميع أن يقبلوا الآليات الديمقراطية ولا يجب أن نضيع الوقت حتى لا نخسر فرصا كثيرة فى الخلافات.
وردا على سؤال حول غياب الشفافية فى أحداث تحرير الجنود المختطفين وفى الضباط المختطفين قال الرئيس مرسى إنه ليس كل ما يعرف يقال وأحيانا تدور الحقائق المجردة فى حالة الإعلان ونريد التوازن بين المعلومة المفيدة والمصلحة التى تتحقق مشيرا على سبيل المثال إلى أن هناك انتقادات تقول إن مؤسسة الرئاسة تسعى إلى إعادة العلاقات مع إيران وإدخال التشيع وإعادة الدور الروسى، وهذه كلها أمور لا أساس لها من الصحة.
وأشار إلى أن عملية تحرير الجنود كانت فيها جهود كثيرة، تبذل على مختلف المستويات وأيضا خطوات محسوبة بدقة ولا يمكن أن تكون تحركات الجيش والشرطة محورا لمناقشات المجتمع لأنه عندما يتعرض أمن الوطن للخطر لا ينبغى أن يتحدث أحد عن الشفافية.
وبالنسبة للضباط المختطفين أوضح الرئيس مرسى أنهم اختفوا فى الفترة الأولى من الثورة حيث كان هناك انفلات أمنى، وتم العثور على السيارات التى يستقلونها دون العثور على جثثهم، وجارى البحث عنهم بجهود من المخابرات العامة والحربية، والأمن الوطنى والشرطة.
وأشار إلى أنه التقى بأهالى هؤلاء المختطفين الذين يطلبون البحث عن ذويهم، وقال إنه على سبيل المثال أنتم لا تعرفون أنه ليلة تحرير الجنود المختطفين السبعة حاول مجهول زرع عبوة ناسفة على الطريق، ولكن انفجرت فيه، وتقطعت أشلاؤه ثم جاء ثلاثون شخصا مسلحون لجمع الأشلاء مما يشير إلى أن هناك تغيير فى طبيعة منطقة سيناء من حيث كثافة التسليح مع الموجودين فيها موضحا أن ذلك يرجع إلى الحدود المفتوحة مع ليبيا، والتى تصل إلى 2000 كيلومتر، والتى أدت أيضا إلى تهريب المخدرات حيث تم ضبط مليون كيلوجرام من المخدرات مؤخرا.
وأكد أنه رغم ذلك فإن العيون ساهرة وأجهزة الأمن لا تنام ونسعى إلى تأمين سيناء كلها.
وردا على سؤال حول تكرار انقطاع التيار الكهربائى فى مصر، أكد الرئيس أن منظومة الكهرباء تعانى من المشكلات حيث يبلغ استهلاكنا 30 ألف ميجاوات، وهناك عجز بسبب خروج بعض التوربينات من العمل ونقص الوقود وسرقة التيار الكهربائى وزيادة الاستهلاك، مشيرا إلى زيادة عدد أجهزة التكييف من 4 إلى 7 ملايين جهاز خلال عامين. وقال إن هذه المنظومة تحتاج إلى بعض الوقت لحلها.
مرسى: العالم لا يعرف إلا لغة القوة ولا يحترم سوى الأقوياء
السبت، 25 مايو 2013 07:46 م