طارق الزمر

ماذا يعنى الهجوم على حماس هذه الأيام؟!

السبت، 25 مايو 2013 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة أننى متحرج وأنا أكتب فى هذا الموضوع المحرج، وذلك لأن مقتضيات مناقشة هذه القضية قد تحمل قدرا من التخوين للبعض يجب أن يختفى من قاموسنا السياسى فى مصر الثورة.. وإن لم يعدم الأمر تحميل البعض مسؤولية التقصير تجاه قضية من أهم قضايانا القومية التى يرتبط بها وجودنا ومستقبلنا.. كما لن نعدم فى ذات الإطار جهلا فاضحا بأهم مقتضيات الصراع العربى الإسرائيلى، وخاصة تجاه أجيال راهن الاحتلال الإسرائيلى أنها حين يكون لها التأثير على مجريات الأمور سيضمن تحقيق كل أهدافه المعلنة منذ الأربعينيات.
والحقيقة أيضا أنه من المؤسف أن أقول إن نظام مبارك الذى يعد بامتياز نظام كامب ديفيد لأنه الأطول عمرا بعد الاتفاقية قد نجح بشكل منقطع النظير فى تشويه القضية الفلسطينية حتى أصبح البعض ينظر إلى الفلسطينيين كمهددين للأمن القومى المصرى!! ويرى فى الإسرائيلى ذلك الحليف الذى يحمل فى حقائبه حلولا لكل مشكلاتنا وخاصة الاقتصادية!! وأنه الصديق الذى سيفتح لنا أبواب العالم ومن ثمّ أبواب الرخاء الذى لن ينقطع!
لقد أصبح البعض يردد دون حياء أو خجل تلك الشائعة الكبيرة التى روجت لها النظم الخاضعة ومن قبلها الاحتلال الإسرائيلى: ماذا نفعل لقوم باعوا أرضهم لعدوهم؟! وهى من أخطر الشائعات التى استخدمت ولا تزال تستخدم لضرب قضية من أشرف القضايا فى عالم اليوم وصراع لا يزال أهم صراع فى التاريخ الحديث!
لم يعد هناك فى الإعلام الحالى من ينبه إلى حقائق هذا الصراع وما وصل إليه اليوم والمآلات الخطيرة لاستمرار تكريس هذا العدوان والاحتلال على أراضينا.. لم يعد هناك من يتصور خطر وخطيئة استمرار الهجوم على حركات المقاومة الإسلامية فى فلسطين، وخاصة حماس باعتبارها امتدادا لفكرة الإخوان الذين نصارعهم اليوم على الساحة السياسية المصرية! ذلك برغم أن الأمانة والموضوعية تقتضيان أن نجعل الثوابت القومية فوق الصراعات الحزبية والسياسية الآنية، وخاصة فى قضية لها هذه المكانة وهذه الخطورة وهذه المصداقية بل هذه القدسية.
كم أتمنى أن تصل رسالتى لمن يعنيهم الأمر، ولا أقصد بذلك أولئك القوم الذين غرقوا فى مستنقع التشويه المتواصل للفلسطينيين.. ولا أولئك الذين يعملون بوعى واختيار لضرب القضية فى عمق الوعى العربى وأعنى به الوعى المصرى تحديدا.. ولا أولئك القوم الذين يتغذون ويقتاتون على ذلك فهؤلاء لا جدوى من مخاطبتهم. وإنما أتوجه للصادقين الذين وقعوا فريسة لهذا الاختراق المنظم للوعى، العربى عامة والمصرى خاصة، بهدف عزل القضية الفلسطينية عن محيطها الفاعل حتى إذا تم ابتلاع فلسطين أصبح من السهل بعد ذلك تحقيق التأثير ومن ثمّ التمكين والسيطرة على المنطقة كلها.
إن استمرار تشويه حماس وحركات المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين عامة يعنى:
أولا.. أننا قد أصبحنا دون أن ندرى جزءا من الدعاية الصهيونية بل أصبحنا نقوم بالدور الأقوى من الموقع الأخطر والأكثر تأثيرا وفاعلية.
ثانيا.. أننا نكمل مسيرة نظام مبارك خاصة إعلامه الذى عانينا منه كثيرا وطويلا الذى تحور اليوم ليظهر فى ثوب جديد وكأنه يدافع عن الثورة وينتصر لها ويهاجم أعداءها!
ثالثا.. أننا نتجاهل أهم الحقائق المرتبطة بأمننا القومى وهى أن هذا الأمن يرتبط بشكل لا يقبل الانفصام بالقضية الفلسطينية وأنه لذلك يرتبط باستمرار حيويتها وفاعليتها.. ولا يرتبط بأى شكل من الأشكال بدحلان وعصابته والذى لولا الملامة والفجاجة الإعلامية لأصبح نجما فى برامجنا اليومية التى تدافع عن الثورة! وتهاجم الإسلاميين الأشرار!
رابعا.. أننا قد وقعنا أسرى للحسابات الضيقة والمصالح الحزبية ولم نعد ننظر إلا تحت أقدامنا.. فطغى على أبصارنا الصراع السياسى على السلطة وأصبح هو الهدف والغاية ولو على حساب القضية الأهم، وهى البيئة الاستراتيجية التى تعمل فيها هذه السلطة التى نسعى إليها.. البيئة التى بدونها تتحول السلطة التى نتحارب عليها إلى سلطة تابعة للمركز الإسرائيلى وخادم حقيقى لمشروع التمكين لدولة إسرائيل الكبرى.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

بالله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

ساره

دحلان يا دحلان

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عبد الواحد

الشيطان يعظ

الشيطان يعظ

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور أشرف البربرى

من شوه القضية الفلسطينية هو الصراع بين الفصائل و أبرزها فتح و حماس و ليس مبارك يا أخ !

عدد الردود 0

بواسطة:

صقر قريش

انتم بتخلفكم اضعتم فلسطين وستضيعون مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء المصري

حمساوي أكتر من حماس

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مجاهد

كفاكم أستخفافا وأستغفالا بعقولنا ..لقد تعريتم حتى من وزقة التوت.

عدد الردود 0

بواسطة:

علي

يا دنيا كفى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصري

بصراحة انتم أسوأ نموذج للاسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

سبف النصر

ارحمونا من تعليقكم وتحية للكاتب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة