شهد الملف العمالى تغييرات واضحة، خلال الآونة الأخيرة، حيث شهد العديد من الإضرابات، التى لم تتمكن الحكومة من حلها حتى الآن، واستطاعت وزارة القوى العاملة حل أزمتين فقط منها، وفشلت فى باقى الأزمات العالقة منذ أسابيع، ودخل تغيير جديد على الملف العمالى، وهو تمرير قانون المد النقابى، الذى أثار جدلاً واضحاً من قبل اتحاد العمال المستقلة والقيادات العمالية.
ورأى عدد كبير من القيادات العمالية، أن موافقة اللجنة التشريعية بمجلس الشورى على مد الدورات النقابية إلى 6 أشهر، يعد مماطلة متعمدة من النظام لتعطيل الاعتراف بوجود نقابات مستقلة لتمكينهم من إحكام السيطرة على عمال مصر مثلما حدث مع النظام السابق.
وأكدوا أن الحكومة مازالت مستمرة فى المراوغة فى إصدار قانون الحريات النقابية، مشيراً إلى أن هذا القانون يعنى عدم الاستقرار ويضر بمصلحة النقابات المستقلة ويهدف إلى التخلص من وجود نقابات مفاوضة باسم العمل لحل نزاعات العمل بديلا عن الوضع الفوضوى، الذى تعيش فيه النقابات، مستطرداً أن قرار الدكتور هشام قنديل، كان بهدف تعطيل النقابات عن القيام بدورها وإبقاء الوضع الحالى للنقابات على ما هو عليه.
ورصد "اليوم السابع" 32 إضرابا عمالياً الأسبوع الماضى، حيث شهد10 إضرابات واعتصامات ضد إدارات الشركات الخاصة و3 إضرابات خاصة بشركات الغزل والنسيج و19 إضرابا ضد المؤسسات الحكومية التابعة للدولة.
فكان على رأس الاحتجاجات العمالية ضد إدارة الشركات الخاصة كان العاملون بشركة "كابو" للمنسوجات فتظاهروا مرتين خلال هذا الأسبوع أمام المجلس الشعبى المحلى بالإسكندرية المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية" لمطالبة المسئولين بالمحافظة بالتدخل ضد ما وصفوه بتعنت مجلس إدارة الشركة إزاء تنفيذ مطالب العمال.
وتظاهر العاملون بشركة "فينوس"أمام المقر الإدارى للشركة بالنزهة الجديدة للمطالبة بعودة زملائهم المفصولين، وتظاهر العاملون بمدينة "الربوة" التابعة لمجموعة طلعت مصطفى أمام المقر الإدارى للشركة بالدقى للمطالبة بعودتهم للعمل.
وواصل عمال شركة شبكات الغاز اعتصامهم أمام مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضى لحين الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة فى عودة جميع العمال، الذين تم فصلهم من العمل وعمل عقود رسمية لهم.
فيما قام عمال وسائقو عربات القمامة بمركز السنبلاوين، بالإضراب عن العمل فى مقر عملهم، احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم المالية، التى نصت عليها اللائحة، والمتمثلة فى بدل مخاطر وبدل تحسين وجبة، مؤكدين أن التكاليف الشهرية لهذه المستحقات تبلغ 71 ألف جنيه شهريًا، إلا أن ما يرد منها مبالغ ضئيلة تتراوح بين 20 ألفًا و30 ألف جنيه فقط.
بينما واصل العاملون بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا اعتصامهم أمام مقر الشركة بالصالحية اعتراضا على عدم تحقيق مطالبهم، وعلى رأسها إقالة رئيس مجلس إدارة الشركة.
وأضرب العاملون بمصنع ورق قوص بمدينة قنا، للمطالبة بتحسن ظروفهم المعيشية، مثل صرف الأرباح على آخر أساسى وليس على أساسى 2011، والذى ينتقص من حقوقهم المادية ولا يندرج تحت أى منطق أو قاعدة مالية.
كما اعتصم العشرات من الأطباء الكيميائيين بمعمل البرج، للمطالبة بأرباحهم السنوية للأطباء لم تصرف كاملة سواء للعاملين بالمعمل المركزى أو بالفروع الأخرى، ولم يصرف لهم بدل مخاطر وبدل طبيعة عمل.
وأضرب العشرات من العاملين بمحطة تعبئة أسطوانات الغاز بـ"سنديلة" بالدقهلية عن العمل أمام محطة التعبئة، وذلك اعتراضا على قلة مرتباتهم حيث لا تتعدى "يومية" العامل منهم 17 جنيهًا أى أن مرتبهم حوالى 500 جنيه فقط متسائلين كيف يعيشون وأسرهم بهذا الراتب الضعيف.
وتظاهر العاملون بجهاز التفتيش الفنى على أعمال البناء، بمقر الجهاز بالدقى لليوم الرابع على التوالى للمطالبة بصرف مستحقاتهم والمتأخرات، التى لم يتم صرفها منذ أكتوبر 2012.
وأعلن العاملون بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بفرع بورسعيد، الإضراب عن العمل نهائيا بالفرع لحين الاستجابة إلى مطالبهم، وجاء قرار العاملون بوقف العمل فى إطار التصعيد بعد احتجاز نائب رئيس الأكاديمية وسمير عنان نجل الفريق سامى عنان نائب الأكاديمية لشئون الدولة والوفد المرافق لهما.
وفى السياق شهد الأسبوع الماضى 20 إضرابا ضد عدد من مؤسسات الدولة فاعتصم العشرات من العاملين بقناة "الصعيد" بالمنيا داخل مقر القناة شرق النيل احتجاجاً على تعيين رئيس جديد للقناة ونائب للرئيس.
وواصل العاملون بجهاز التفتيش الفنى على أعمال البناء التابع لوزارة الإسكان إضرابهم عن العمل لليوم الخامس على التوالى، بسبب رفض الوزارة الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة فى صف حافز الـ250%، وبدل السفر، وصرف بدل اشتراكهم فى لجان الفحص والشكاوى.
واعتصم العشرات من العاملين بالحجر الصحى بمطار الأقصر الدولى داخل مكتب الحجر الصحى وأضربوا عن العمل احتجاجا على عدم صرفهم الحوافز والبدلات.
ودخل صحفيو جريدة التعاون والمجلة الزراعية، أحد إصدارات مؤسسة الأهرام فى اعتصام مفتوح بسبب عدم استجابة الأهرام لمطالبهم، التى تتلخص فى تسوية التأمينات وانضمامهم لصندوق العاملين بالمؤسسة.
كما قام العشرات من العاملين بمحطة الصرف الصحى بمنطقة عزب كيما جنوب شرق مدينة أسوان بالاعتصام داخل المحطة والامتناع عن العمل احتجاجاً منهم على عدم إصلاح طلمبات المحطة والمشاكل، التى تعوق عملها بالشكل المطلوب.
وتظاهر العشرات من العاملين بمنطقة آثار السيدة زينب والخليفة، أمام مقرهم ضد مدير عام المنطقة رضا مصطفى القانونى، الذى أصبح العاملون يلقبونه بـ"الفرعون داخل المنطقة يفعل بها ما يشاء، وطالبوا خلالها برحيله.
بينما تظاهر العشرات من العاملين المؤقتين بمركز شبكات المعلومات أمام ديوان عام محافظة المنوفية، للمطالبة بضم مدة الخدمة السابقة بعد تثبيتهم للاستفادة منها فى تحسين الأجور والمخصصات المالية لهم.
وأضرب عمال الخدمات الأرضية بشركة مصر للطيران إضرابهم عن العمل الذى استمر نحو 9 ساعات وبدأوا فى العودة تدريجيًا إلى العمل بمبنى الركاب رقم 3 بمطار القاهرة الدولى، الأمر الذى أسفر عن تأخر حقائب أكثر من 60 رحلة ما بين سفر ووصول بالمطار وخسائر تقدر بالملايين لشركة مصر للطيران.
وتقدم العاملون بمشروع مجمع المواقف بشبين الكوم ببلاغ ضد مدير عام المشروع للمطالبة بصرف العلاوة الدورية للعاملين بالمشروع.
وتظاهر العشرات من العاملين بالتأمين الصحى بمركز البدارى أمام مبنى الشئون الاجتماعية للمطالبة بنقلهم بعد موافقة المحافظ إلى 3 شقق بمبنى الشئون الاجتماعية، بسبب تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين متخاصمتين أمام المقر القديم مما يهدد حياتهم للخطر.
واحتج العشرات من العاملين بالهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية لمطالبة وزير الزراعة بإقالة رئيس الهيئة على إسماعيل غريب بعد إصداره عدة قرارات وصفوها بأنها "غير صحيحة".
وفى سياق متصل نظم 150 من العاملين بشركتى الحرير الصناعى بكفر الدوار والغزل والنسيج بكوم حمادة، وقفة احتجاجية أمام مقار الشركتين، احتجاجًا على تدنى أوضاعهم الوظيفية، ولسوء أحوالهم المعيشية وتوقف ترقياتهم لفترات طويلة من قبل الشركة القابضة للغزل والنسيج.
وتظاهر عدد من القيادات العمالية بشركة غزل المحلة أمام النقابة العامة للعاملين بالشركة بمنطقة السبع بنات وسط المدينة العمالية للتأكيد على مطالبهم لوزير الاستثمار، والدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، بزيادة الحوافز والبدلات الإضافية للعمال وضخ استثمارات جديدة بالشركة.
كما قدم عمال الغزل والنسيج مذكرة بـ 15 مطلبا إلى وزيرى الاستثمار والقوى العاملة للنهوض بالصناعة من جديد، وذلك خلال الاجتماع الذى عقده الوزيران مع رئيس اتحاد العمال وموكلين عن العمال وشملت المطالب إصلاح وتجديد الماكينات الموجودة من عام 1970 وإصلاح السياسات الزراعية (الخاصة بالقطن) ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 1800 جنيه.
فيما نجحت وزارة القوى العاملة فى حل أزمتين للشركات حيث عقدت وزارة القوى العاملة والهجرة اتفاقية عمل جماعية بين كل من شركتى كوكاكولا مصر وشركة النيل للمياه الغازية "كراش"، والنقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.
وتمكنت الوزارة أيضاً من عقد اتفاقية عمل جماعية، بين شركة سان جوبان مصر للزجاج، واللجنة النقابية للعاملين بالشركة.
مؤشر العمال يرصد: 32 إضراباً فى أسبوع.. 19 ضد الحكومة.. 10 ضد إدارات المؤسسات الخاصة.. 3 لعمال الغزل والنسيج.. "والقوى العاملة" تنجح فى حل أزمتين فقط.. وقانون "المد النقابى" يثير غضب القيادات
السبت، 25 مايو 2013 09:26 م
د.هشام قنديل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة