أيام ويغادر القاهرة دومنيك فيرجلر، السفير السويسرى بعدما قضى أربعة أعوام سفيرا لبلاده بمصر، وصفها بأنها كانت هامة كون أن مصر مرت خلالها بمرحلة مصيرية فى تاريخها.
وأكد "فيرجلر" لـ"اليوم السابع" أنه يشعر بالفخر الشديد لعمله طيلة السنوات الأربع بمصر، وقال: "أنا لم أكن شاهدا فقط على التطورات التاريخية التى وقعت – وكانت أمام مكتبى - ولكنى أيضا شاركت بها بدور صغير، مع طاقم العمل فى السفارة، فكنت مراقبا، ومحاورا وداعما من خلال برنامج التعاون الخاص بنا ومروجا لعلاقاتنا الثنائية، ومدافعا عن مصالح المواطنين السويسريين الذين يعيشون فى مصر، وصديقا للكثير من المصريين"، مضيفا حتى وإن كانت هناك تحديات تصعب مواجهتها، لم يكن ليحدث لى شيئا أفضل من وجودى أربعة أعوام فى مصر".
وعن محطته المقبلة، قال "فيرجلر"، "إنه بحلول الأول من يوليو، سيصبح السفير السويسرى لدى لندن، وهى واحدة من أكبر السفارات التى تتسم بتعدد المهام"، مؤكدا أنها ستمثل تحديا مثلما كانت وظيفته فى مصر، ولكن "بطريقة مختلفة كليا".
وعن أصعب المواقف التى واجهها طيلة أربعة أعوام، قال فيرجلر: "أيام ثورة 25 يناير الثمانية عشر كانوا الأصعب، فسفارتنا كانت فى قلب الأحداث فى وسط البلد، واضطررت لأن أقود "فريق إدارة الأزمات" على مدار الساعة، مع استمرار الاشتباكات فى الشارع أمام المكتب، وبدء حظر التجول فى أوقات مبكرة، وكان هذا معناه، على سبيل المثال كنت أنام فى مكتبي، وكنت أشعر بالقلق الدائم لأنى لم أكن واثقا من المشكلات الكبيرة التى قد يواجهها الموظفون على مدار اليوم أثناء الشيفتات المتتابعة، (وهذا ما حدث العديد من المرات، لكن هذه الخبرة كانت إيجابية أيضا، فالتضامن الذى أظهره طاقم العمل بالسفارة كان مثاليا، وسنحت لى الفرصة أن أتابع أحداث التحرير عن كثب وبشكل شخصى".
وعما إذا كان سينهى رحلته لمصر حاملا أى شعور بالندم، قال السفير السويسرى إن "ندمى الوحيد هو مغادرة الشعب والأصدقاء المصريين وهم يشعرون بالقلق البالغ حيال مستقبل بلدهم، فالتحديات والشكوك التى تواجهها الدولة هائلة".
وأضاف سفير سوسيرا: "أنى على ثقة أن هناك الكثير من أبناء هذا الشعب الذين لن يتوانون عن فعل أى شىء لجعل دولتهم مزدهرة وشاملة، وهذا يسرى على هؤلاء الذين يعملون فى الوظائف الرسمية ومن يعملون فى المجتمعات المدنية، وأتمنى مخلصاً أن يمنح المصريين الحرية والثقة التى يحتاجوها لأداء عملهم، وآمل أن تسهل الرغبة المشتركة من أجل خلق مستقبل مشرق سبل التعاون على جميع المستويات؛ السياسية والدينية والاجتماعية".
وترك "فيرجلر"، رسالة وداع للمصريين، قائلا: "أشكركم على الأربعة أعوام الرائعة التى قضيتها فى بلدكم، وعلى الصداقة التى سآخذها معى، فالكثير من الذكريات الإيجابية التى لا تنسى ستكون بصحبتى أينما كنت، وأمثل سويسرا خلال هذه المرحلة الهامة، كان شرفا لى وإثراء لا يقدر بثمن، وكون زوجتى مصرية، فدولتكم وطنى الثانى، وأتطلع للعودة وزيارة مصر أكبر عدد من المرات إن شاء الله، وأتمنى لكم ولمصر مستقبل سلمى ومشرق".
سفير سويسرا يودع المصريين بعد 4 أعوام فى منصبه.. ويؤكد: شعرت بالفخر لعملى فى وطنى الثانى مصر.. والـ18 يوم الأولى من الثورة كانت الأصعب.. وندمى الوحيد هو مغادرة المصريين وهم يشعرون بالقلق حيال مستقبلهم
السبت، 25 مايو 2013 11:25 ص
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة