قال الفقيه الدستورى الدكتور ثروت بدوى، إنه من الصعب حاليا التكهن بالمستقبل فى مصر بسبب القوى المتصارعة "العديدة والقوية" والتى تمتلك القدرات المالية ومواقع تشغيلها تمكنها من إحباط محاولات الإصلاح فى البلاد.
وأضاف بدوى، فى الكلمة التى ألقاها خلال الندوة التى أقامها المكتب الثقافى المصرى بباريس تحت عنوان "الدستور المصرى الجديد بين الواقع والمأمول"، أن ثورة 25 يناير قامت بدون قيادة وهو ما كان أحد أسباب نجاحها ولكن أيضا أسباب عدم نجاحها فى تحقيق الجزء الأكبر من أهدافها.
وأشار بدوى، عضو اللجنة الاستشارية لصياغة الدستور- إلى أن ثوار 25 يناير كان يجمعهم الهدف الواحد وروح السلمية وبالتالى التف حولهم الشعب الذى تزايدت أعداده يوما بعد يوم خلال الأيام ال18 للثورة حتى إسقاط رأس النظام السابق.
وأوضح أن النظام السياسى فى مصر كان يقوم على مدى 6 عقود وحتى 2011 على المركزية، حيث كان يمتلك رئيس الدولة كافة خيوط السلطات فى يديه فى الوقت الذى كانت الانتخابات تجرى ولكن "بصورة شكلية".
ورأى بدوى أن الاقتصاد المصرى يعانى اليوم من "الانهيار" والإنتاج وصل إلى حد من الضعف يفوق التوقعات مع إغلاق العديد من المصانع ولكن مع كل ذلك فإن الحياة فى مصر مستمرة.
وأكد أن هناك خلافات بين المجموعات السياسية الموجودة حاليا على الساحة سواء فى داخل النظام بين الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية، ولكن هذه الخلافات تبدو أكثر وضوحا داخل أحزاب وأطراف المعارضة متهما إياها بأنها تهدف جميعها إلى تحقيق مكاسب شخصية وآنية.
وأشار بدوى إلى أن جميع أبناء الشعب المصرى يعيشون حالة من الارتباك وفقدان الأمل على الرغم من نجاح الثورة التى طالبت بالعيش والحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية.
وقال "إن فكرة إجراء الانتخابات أولاً كانت خاطئة وانها جمعت بين الإخوان والمجلس العسكرى (حينها) على الرغم من أن كليهما يشك فى الأخر، كما أن هذه الفكرة كانت وراء تخلى الإخوان عن الثوار بعد ما كانوا قد قاموا بدور هام خلال أيام الثورة، واستعرض الفقيه الدستورى المصرى المشاكل التى واجهت الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة