الساعة الثانية عشرة مساءً، الحياة ما زالت صاخبة بشارع ناهيا بحى بولاق الدكرور الشعبى، سيارات الأجرة ما زالت تواصل رحلتها اليومية فى نقل الركاب، وسائقو التوك توك يتنافسون فى سباق الشوارع.
كل تلك الحياة تتوقف فى لحظة بعد صدور دوى إطلاق رصاص وسط الشارع، يستكشف كل من تناهى لسمعه الصوت مصدره، ليتوصل له، يسارع الأهالى من سكان الشارع وأصحاب المحلات بنهاية شارع ناهيا الممتد من كوبرى بولاق إلى قرية ناهيا، يعثرون على شاب غارقاً فى دمائه، ملابسه ملطخة وتحولت إلى اللون الأحمر من شدة تدفق الدماء، ما زالت الأنفاس تتصاعد من جسده، فى الوقت الذى تشق فيه دراجة بخارية بدون لوحات معدنية صفوف المواطنين بسرعة هائلة يكاد قائدها الاصطدام بكل ما يواجهه لتختفى فى لحظات عن الأنظار، بينما تتسارع الاستغاثات، أحدهم يستغيث بعلو صوته "حد يطلب الإسعاف بسرعة"، وآخر ينادى "اتصلوا بقسم بولاق"، لتمر اللحظات واحدة تلو الأخرى، ليفقد فيها الشخص المصاب حياته قبل وصول سيارة الإسعاف.
سيارتا شرطة تحملان قوة أمنية من ضباط وأفراد قسم شرطة بولاق الدكرور، على رأسها العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، ويرافقه الرواد حسام العباسى وكريم فوزى ومحمد مجدى ضباط مباحث القسم، يصلون إلى مسرح الجريمة، يتم فرض كردون أمنى، ويبدأ رجال المباحث إجراء تحرياتهم لكشف أسباب الحادث وهوية القتيل والدافع وراء إطلاق الرصاص عليه.
وتكشف التحريات الأولية، أن المجنى عليه يدعى "وليد.ع" الخفير مسجل خطر سبق اتهامه فى عدة قضايا، كان يقضى عقوبة الحبس لمدة عام فى قضية مشاجرة ومقاومة السلطات، وانتهت فترة عقوبته منذ شهر ونصف.
ويبدأ فريق البحث الجنائى جهوده للتوصل لشهود للجريمة للتوصل إلى المشهد الكامل للجريمة وكيفية وقوعها، لينجح رجال المباحث فى التوصل لاثنين من أصحاب المحلات الذين شاهدوا الحادث، وذكرا فى أقوالهما أن المجنى عليه كان يقود دراجة بخارية بالشارع فاستوقفه شخصان ملثمان كانا يستقلان دراجة بخارية بدون لوحات معدنية، ثم أشهرا الأسلحة النارية وأطلقا عليه الرصاص وفرا هاربين قبل مطاردة الاهالى لهما.
تحريات رجال المباحث الاولية اشارت الى أن الانتقام هو سبب مقتل المجنى عليه بسبب خلافات سابقة بينه وبين الجناة، وأن مطلقى الرصاص معلومين لدى سكان الشارع مما دفعهما لاخفاء وجههما حتى لا يتم التوصل لهويتهما ويواصل رجال المباحث فحص خلافات الضحية وأخر المكالمات الصادرة والواردة على هاتفه المحمول، والتى قد تفصح عن هوية الجناة، وتم تحرير محضر بالواقعة ويتم إخطار نيابة حوادث جنوب الجيزة بالجريمة، فينتقل اسامة حنفى رئيس النيابة لمناظرة الجثة وإجراء المعاينة، ويصرح بدفنها بعد انتهاء التشريح ويأمر بسرعة ضبط المتهمين الهاربين وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وباشر التحقيق.