الإنسان هو ذلك النتاج من التربية والموروثات والتجارب والخبرات والمعاملات مع مختلف الأشخاص وفى مختلف المواقف ومن ثم تتكون شخصيته.
سوف تجد الإنسان المريض نفسياً والعنيد والخجول والقيادى والضعيف التابع والجرىء وما إلى ذلك، الكثير من التوليفات الموجودة فى هذا العالم ولن تجد تماثلاً فى كل شىء بين فردين، أن الشخصية كالبصمة لا تتكرر بحذافيرها، ولكن هل لكل انسان منا شخصية ما واحدة فقط يعيش بها فى هذا العالم، ولكن هل يوجد ما يسمى بالإنسان متعدد الشخصيات؟
هل قابلت ذلك الموظف فى تلك المصلحة الحكومية الضعيف الشخصية دوماً أمام رؤسائه و هم يكيلون له الإساءات ويكثرون من الاستخفاف به؟ .. شخصية ضعيفة إلى حدٍ ما ورغم هذا الاستخفاف تجده فى بيته (أبو الرجالة) يسب ويلعن ويصرخ حتى يصل الضجيج إلى عنان السماء .. أما رأيت النقيض ؟ ذلك الضابط القوى الشرس، مدير تلك الوحدة أو القسم وفى نفس الوقت تراه كالحمل الوديع مع أصدقائه أو عائلته.. هل رأيت تلك البنت الخجولة فى الشارع وقد تخجل أنت نفسك من حيائها، أراهنك إن عرفتها على تلك المواقع الاجتماعية سوف تنال من الدهشة نصيبا كبيرا. أم تراك أدركت ذلك الرجل الداعية الدينى الذى يأمر الناس بالبر ذهابا وإيابا وهو حتى لا يصل رحمه أو يضرب زوجته دائماً ولا ينفق على أولاده كما أمره الله.
من المؤكد أنك قابلت هذه الأنماط من الشخصيات المتناقضة، ألم تفكر لماذا يحدث هذا ؟ لماذا يغير الانسان من شخصيته وموروثاته وعاداته والمبادئ التى تربى عليها تبعا للحالة الحالية ؟ هل يعيش هؤلاء بشخصيتين أو ربما أكثر فى جسد واحد؟
هل هم مرضى نفسيون؟ هل يحتاجون للعلاج ؟
لماذا هؤلاء يعيشون الشخصية ونقيضها فى نفس الوقت ؟
لماذا تجد من يتشدق بالشرف والأمانة يفتح لك درجا لتقذف بداخله الرشوة لكى تنجز مصلحتك؟
لماذا يتحدث رجل الدين مع المذيعة وهى بلا حجاب ثم يطلب منها ارتداءه عند تسجيل البرنامج؟
لماذا محجبات ينسدل من تحت أحجبتهن تلك الخصلة من شعرهن عن قصد؟
إنها بلد العميان.. البلد التى يعيش بها من عمى عن أخطائه ونفاقه ومرضه النفس.. إنها البلد التى يستطيع فيها من عمى عن خطئه أن يرى خطأك جليا.. إنها البلد التى يريدك عميانها أن تصبح أعمى مثلهم أو حتى أعوراً.. فلابد من أنك نافقت وقتا ما وناقضت شخصيتك وقتا ما ولم لا ؟ ولماذا لا تفعل أن كنت ترى من حولك يفعلون؟
فى بلد العميان لا يستطيع الأعور أن يكون ملكا، فقط هو المبصر صحيح الإبصار هو من يصير ملكا، ملكا بأخلاقه، ملكا بشخصيته المعتدلة السوية الواحدة غير المتغيرة غير المتملقة غير المتعفنة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة