جميعنا نعلم أن كثيرا من الأمراض المعاصرة يقف أمامه الطب عاجزا، ولا يستطيع أى طبيب الشفاء، ويكون الشفاء وحده بيد الله سبحانه وتعالى، وعنوان مقالى اليوم عن المرض الذى لا يعالج كثير منا سمع عن مرض التوحد، وربما يعلم معلومات طفيفة عنه، لكن الأكثر إذا وجدوا أحدا مصابا بهذا المرض فإنهم يجهلونه وينعتون هذا الشخص بالمجنون.
فسننظر الآن لهذا الموضوع بنظرة عميقة لنعلم أنه مرض العصر، حيث إنه مرض فطرى يولد به الإنسان، لكنه نتاج التلوث البيئى والأشعة الظاهرة فى كل شىء حولنا هذا يولد إصابة الأجنة بالتشوه وإصابة الأطفال بالكهرباء الزائدة، فهو نتيجة اضطراب عصبى يؤثر على الطريق التى يجمع بها الإنسان المعلومات، وهو له مسببات أيضا حينما يصاب الأطفال قبل أو بعد الولادة أو العدوى الفيروسية، وأشارت أيضا نتائج لبعض الدراسات أن إمكانية حدوث الاضطراب الطيفى التوحدى الذى يؤثر فى نمو الخلايا المخية قبل أو بعد الولادة وربطت هذه الأبحاث بالمرض بالاختلافات البيئية والبيولجية، وأيضا إلى زيادة الأفيون والمخدر، ونقص فيتامين أ الناتج عن تلوث البيئة وتلوث الأطعمة وقلة التوعية.
يظهر التوحد فى السنوات الثلاث الأولى عن طريق الملاحظة لسلوك الطفل فى هذا السن فلابد أن يتوعى الآباء لسلوك أبنائهم فى هذا السن فإن وجدوا تلك الأعراض لابد أن يتابعوا أطفالهم مع طبيب مخ وأعصاب وطبيب نفسى وطبيب أطفال حتى يستطيعوا أن يميزوا ما إذا كان الطفل مصابا بالتوحد أو بمرض عضوى آخر وتلك السمات تتلخص فى:
الصعوبة فى الاختلاط والعزلة والتفاعل مع الآخرين، حيث نشعر وكأن الطفل أصما لا يستجيب لأى أمر له، ويقاوم تغيير الروتين والتعليم، وأيضا نجد أنه يضحك بطريقة هيسترية بدون مناسبة، يكون مصابا بالكهرباء، وفرط الحركة، ويرتبط بالأجسام ويطيل اللعب بها بطريقة منفردة، لا يحب الصوت العالى حيث يصيبه حالة من التشنج ويضع أصابعه فى أذنه، وأيضا نجده يصنع حركة يهز بها رأسه بطريقة مستمرة، أيضا نجده لا يخاف من المخاطر والأشياء اللتى ترهب جميع الأطفال، فإذا وجد الآباء طفلهم به تلك السمات لابد من سرعة التوجه إلى طبيب مخ وأعصاب..
أولا حتى يفرق له إذا ما كان الطفل مصابا بهذا المرض أو بمرض عضوى آخر، يتمثل هذا المرض فى أن معظم الأطفال المصابين به ليس لديهم القدرة على الكلام، ويتفاعلون عن طريق التمويه والإشارة والصراخ، حيث إنه لا يستطيع التعبير عن ما يريده، فإن سلوكياته تكون مقيدة وتكرارية أكثر من كونها مرنة وتخيله، فإننا حين نتحدث عن هذا المرض لابد أن ننظر له نظرة عميقة، ولا نقول إنه جنون، حيث إن نسبة كبيرة من المصابين بهذا المرض يكون لديهم ذكاء حاد وقدرة على ابتكار أشياء لا يستطيع الإنسان الطبيعى التفكير حتى بها، وخير مثال على هذا آينشتين وكثير من العلماء كانوا مصابين بهذا المرض..
رسالتى إلى آباء الأطفال المصابين بهذا المرض أن لا ييئسوا من رحمة الله الواسعة، ولا يستسلموا فإن هذا اختبار من الله وابتلاء ولا شك أن الله سيعوضكم خيرا فى الدنيا والآخرة، فإن الله مع الصابرين، لأن كثيرا من الآباء ينتابهم ردة فعل عاطفية عندما يعلمون أن أطفالهم مصابون بهذا المرض، ويصابهما العجز واليأس والقلق الذى يتمثل فى مستقبل الأطفال، الذى طالما نسجوا عليه الأحلام، والآن صار سرابا، فلابد من الصبر وأن يكون لديهم القدرة على التغلب على الصعاب والمشكلات، والإيمان بقضاء الله وقدره والتركيز فى تعليم الأبناء المهارات المكتسبة وجعلهم يتواصلوا اجتماعيا مع الاستشار والتوجه إلى متخصص تخاطب.
والآن إذا نظرنا إلى هذا المرض نجد أن الآباء يعانون ماديا ونفسيا ويتكبدون مبالغ باهظة لمساعدة أبنائهم، ونجد أن الدولة لا توفر لهم الدعم نهائيا فإننى أناشد وزير الصحة والمسئولين والمتبرعين إلى أن يأخذوا هذا المرض فى الحسبان، فهو مرض العصر، ويتم النظر له بصورة سطحية، فإننى أناشدهم بتوجيه الاهتمام له ومشاركة الآباء
وتوفير الأدوية لهم والتأمينات المجانية، فكفى تكبدا وعناء.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Ali
Very Fantastic
عدد الردود 0
بواسطة:
د . صلاح مصطفي
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
نرمين مراد
اجمل شى ان الانسان يخث بالناس
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي ابراهيم
اكثر من رائع
مقال فوق الامتياز احسنتي ايتها الكاتبة
عدد الردود 0
بواسطة:
مني
مقال جامد
مقال جميل يا استاذة
عدد الردود 0
بواسطة:
سيف الدين
مقال هادف جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
الفنان
مشكور
مشكور جدا يا استاذة ياسمين
عدد الردود 0
بواسطة:
د تامر ابراهيم
أحييكي
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل حماد
جميل جدا
موضوع شامل جدا ربنا يكرمك
عدد الردود 0
بواسطة:
سمر جمال
مقال رائع