"عمرو": قتلنا طفلا بقرية سياحية بأكتوبر لأنه اتهمنا كذبا بسرقة خاتمه

الجمعة، 24 مايو 2013 09:17 م
"عمرو": قتلنا طفلا بقرية سياحية بأكتوبر لأنه اتهمنا كذبا بسرقة خاتمه المتهم مع محرر اليوم السابع
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"مش كفاية اننا فتحنا عيننا على الدنيا ولا لقينا أب ولا أم.. نظرات الناس تؤذينا فالكل بيبص لينا على إننا أبناء زنا وتربية ملاجئ .. طيب إحنا نفسنا كنا نبقى كويسين بس حاكموا الظروف بقى.. اتهمونا كذبا بسرقة خاتم دهب من طفل وحاول أقاربه التعدى علينا فقتلناه.. أيوه قتلناه يعنى كنا هنعمل إيه والدنيا كلها جايه علينا.." بهذه الكلمات بدأ المتهم بقتل طفل داخل إحدى القرى السياحية حديثة.

وأضاف المتهم ""عمرو.د.ع" 17 سنة طالب، قصير القامة نحيف الجسد، أنا فتحت عينى على الحياة دون أن أجد أبا أو أما، حيث وجدت نفسى داخل دار للأيتام بمدينة السادس من أكتوبر وسط 61 طفلا آخرين، ومسئولى الدار "فهمونا إن دول إخوتنا" وكل طفل داخل الدار كان ينادى الآخر بكلمة يا "أخويا" وكبرنا وكبرت معنا رابطة الأخوة حتى أصبح الذين يربطنا أقوى من الدم.

وتابع المتهم: الحياة داخل دار الأيتام أو "الملجأ" كما يعرفه البعض، صعبة، حيث المكان مزدحم بالأطفال، ونظام الأكل غير آدمى والكل يتعامل معنا وكاننا جئنا من الخطيئة، نظرات الناس تؤلمنا، وكلمة "بابا" و"ماما" التى ينطقها أطفال العالم أجمع تقطع قلوبنا، دون أن يشعر بينا أحد "أصله اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار" يعنى أن باقى الأطفال وجدوا أنفسهم بين أبوين اهتموا بهم وعلموهم ومن ثم أصبحوا أشخاص أسوياء فى المجتمع، لكننا وجدنا أنفسنا بدونهم.

أضف إلى ذلك أننا لم نجد القدوة التى ترشدنا وتوجهنا، يعنى "أنا عن نفسى عمرى ما حد قال لى دا صح ولا غلط" فمن الطبيعى أن أفعل ما أشاء وأسلم "دماغى" للشيطان، أعلم أنه من الخطأ أن نجعل الزمن والظروف شماعة نعلق عليها أخطاءنا لكن فى حقيقة الأمر من الصعب أن تنتظروا حصاد بذر زرع فى أراض غير صالحة للزراعة من الأساس.

واستطرد المتهم قائلا: على كل حال وجدت نفسى متهم فى القضية رقم 13895 لسنة 2010 جنح قسم أكتوبر وهربت من 4 أحكام غيابية لاتهامى فى وقائع "ضرب"، وأصبحت محاصرا بهذه القضايا والأحكام بالرغم من أننى لم أتم العشرون عاما، بالرغم من أننى عندما كنت طفلا كنت أحلم أكون "ظابط" فوجدت نفسى "مسجل" وكنت أتمنى ان يكون معى "لعب" مثل جميع أطفال الدنيا، لكن فين الأب والأم اللى ممكن يلبوا لنا هذه الطلبات، وكنا نسمع أن فلان بيكمل عشاءه نوما، بس أنا ما كنتش ألقى العشاء من الأساس، يعنى جوع وفقر وحرمان، وبعد كل ذلك والناس تنتظر منا أن نكون أشخاصا أسوياء "طيب إزاى!!".

وعن يوم الحادث، قال المتهم: كان دار الأيتام الذى نتواجد فيه قد نظم رحلة لإحدى القرى السياحية بأكتوبر كيوم ترفيهى، وخرجت برفقة باقى نزلاء الدار، ونحن فى حمام السباحة كان هناك أطفال كثيرون من خارج الدار أتوا إلى القرية السياحية برفقة آبائهم وأمهاتهم للتنزه، وكان اهتمام والديهم يؤلمنا كثيرا، لكننا كنا مشغولين بـ"اللعب والجرى والعوم" داخل القرية السياحية، حتى فوجئت بـ "عبد الرازق.ا" 14 سنة طالب، "أخويا" فى الدار يجرى نحوى وصوته ملهوف وأكد لى بأنه "اتخانق" مع طفل يدعى "فاروق" بعدما اتهمه الأخير بسرقة خاتمه الذهب، فذهبت مع "أخويا" لاستطلاع الأمر ووجدت أقارب "فاروق" يحاولون التعدى بالضرب عليه، فحاولت أن ادافع عنه، وكانت برفقته "مطواة" أخذتها منه وفتحتها وقلت "اللى هيقرب من أخويا هطلع كرشه بره بطنه" فانهالوا على بالسب وعندما اقترب منا "فاروق" ضربته بطعنه فى صدره فسقط غارقا فى دمه "أنا كنت باهوش بس وما كنتش اعرف إن الموضوع ممكن يقلب جد" وهربت وتم القبض على.

وأضاف عمرو قائلا: "أنا مش خايف من السجن يعنى إيه يرمونى فى زنزانة طيب ما أنا بالفعل طول عمرى فى زنزانة، ولو حكموا على بالإعدام هارتاح من الدنيا وتعبها، لكن أقول للناس قبل ما تتكلموا علينا وتحاكمونا حاكموا أنفسكم إنكم أسأتم لنا حيث همشنا المجتمع وابتعد عنا فأصبحنا مجرمين".

التقط "عبد الرازق" أطراف الحديث من زميله بالدار، وقال: أنا السبب فى القبض على "عمرو" المشكلة كانت معى أنا، وهو كان يدافع عنى فقط، وأنا قلت لـ"عمى الظابط" والله عمرو غلبان وجدع سيبوه واحبسونى أنا، ومن أول ما تم القبض علينا وأنا لا أتوقف عن البكاء، وحافظ سورة "يس" وباصلى كل الأوقات فى الحبس وبادعى ربنا إن "عمرو" يطلع براءة.

وكان العميد محمد الدرملى مأمور قسم ثان أكتوبر تلقى بلاغا من الأهالى بمقتل طفل داخل قرية سياحية، فانتقل المقدم فوزى عامر رئيس المباحث بإشراف العميد حسام فوزى مفتش المباحث، وتم القبض على طفلين بدار ايتام لاتهامها بارتكاب الواقعة، وتم اقتياد المتهمين وسط حراسة أمنية مشددة بقيادة العميدان فتحى عبد الغفار مأمور قسم الشيخ زايد ونائبه محسن كامل، إلى القسم، حيث اعترف المتهمان بارتكابهما للواقعة وأحالهما اللواء عبد الموجود لطفى مدير أمن الجيزة للنيابة لمباشرة التحقيقات.













مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة