علا عرفة تكتب: عفواً أيها الإخوان.. لقد نفذ رصيدكم

أيها الإخوان ... الثقة تُمنح ولا تؤخذ عنوة والشعب الذى منحكم صوته ثقة فيكم بدأ يستشعر أنه تم التلاعب به بشعارات ومظاهر استدرجته حتى تمكنتم وعندها ظهر وجهاً آخر من عدم الاكتفاء والغموض زادتنا تشويشاً وعدم أمان واختل ميزان الثقة وأصبح حال لسان من كان معكم بالأمس..عفواً .لقد نفذ رصيدكم .

تجاوزتم حدود ما لكم وحان الوقت لتعرفوا ما عليكم وتذكروا أنكم خرجتم من الظلام إلى النور بدماء وصيحات من تسقطونهم عمداً من حساباتكم فالشعب الذى ثار على طاغية لن يقبل بأى فرعون جديد حتى وإن اتخذ الإسلام شعاراً، فإسلامنا أعز وأعلى من فئة تستأثر به لنفسها وتتعامل بمنطق الأنا ويغرها تعدادها الذى صنعته عمداً بالتزاوج والتوالد عبر سنوات طوال ليصبحوا جيوشاً وظننتم أنه جاءت الفرصة لتتحكموا بقانون حرمان الماضى يعطينا الحق فى الاستيلاء على كل الحاضر وكأنه انتقام وعطش للسلطة والمقام.

عفواً أيها الإخوان قد أخطأتم حين بيتُم النية بأن تنسبوا إليكم مصر دون غيركم وكأنكم الأب الشرعى الوحيد وبقية الشعب لا شرعية له، وإن كان كذلك فقدموا دليلكم وبرهانكم فى إثبات النسب لأن تماديكم فى الاستحواذ على كل شىء سينتهى إلى قضية رأى عام بينكم وبين الشعب لإثبات النسب وحتماً ستخسرون فيها فقد وأدتم فى شهور قليلة الثقة التى منحها إياكم شعباً ظن أن من ظُلم لن يظلم وأن أقوالكم لن تخالف أفعالكم فصدمنا الواقع المرير ما بين اختيارات هشة هزيلة وقرارات وهنة مهزوزة وقوانين مشبوهة دستورياً وأعباء فوق الأعباء وعطش للإحساس بالأمان لنصل إلى الطامة الكبرى بقتل وخطف حماة الوطن من جنودنا الأبرار لنجد من يحمينا يحتاج الحماية وأهدر رمز العزة والكرامة.

حانت اللحظة أن تعيدوا حساباتكم وتعطوا الشعب حقه فى تقرير المصير فالوطن لنا جميعا واجعلونا نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق يا من تتخذون كتاب الله وسنة نبيه نبراساً نذكركم فقط إن العدل أساس الملك وإن دامت لغيركم ما آلت إليكم واحذروا فوقت الحساب قادم قادم لا محالة.