"الخط الرمادى" كتاب يرصد بالصور شهادات جنود أمريكيين وجندى بريطانى رفضوا الحرب على بغداد.. ويكشف: الرافضون للحرب تعرضوا للحبس وعانوا من عار الخيانة.. ومحارب أمريكى: شاهدت زملائى يقتلون سجناء عُزل

الجمعة، 24 مايو 2013 11:03 ص
"الخط الرمادى" كتاب يرصد بالصور شهادات جنود أمريكيين وجندى بريطانى رفضوا الحرب على بغداد.. ويكشف: الرافضون للحرب تعرضوا للحبس وعانوا من عار الخيانة.. ومحارب أمريكى: شاهدت زملائى يقتلون سجناء عُزل كتاب "الخط الرمادى"
لندن - خلود الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمضت "جو ميتسون سكوت" خمسة سنوات فى تصوير جنود أمريكيين وجندى بريطانى ممن تحدثوا ضد الحرب التى شنتها بلادهم على العراق، فى كتابها المسمى "الخط الرمادى"، قامت "جو ميتسون" بتصوير أربعين من هؤلاء الجنود.

وقالت "ميتسون" فى حوارها لــ"اليوم السابع"، إن كتاب "الخط الرمادى" يلقى الضوء على تلك المساحة ما بين الصواب والخطأ، بين الأبيض والأسود التى عاشها من لم يوافقوا فكرياً أو معنوياً على المشاركة فى الحرب، سواء كانوا مجبرين أو متعاقدين على خوض هذه الحرب بسبب انتمائهم لجيش بلادهم، فـ"ميتسون سكوت" تنظر فى هذا العدد المتزايد من الشباب والشبات الذين اختاروا المحاربة من أجل بلادهم ثم تساءلوا فيما بعد عما ينقذوه من أوامر تعطى لهم وشككوا فى صوابها.

وأضافت "سكوت" بالقول: "ليس هناك صواب أو خطأ ولكن ما حاولت نقله فى هذا الكتاب هو العبء النفسى الذى حمله هؤلاء الأشخاص بداخلهم، فكل من حاورتهم هم أفراد أو جنود كانت لديهم شكوك فكرية ونفسية عن الحرب فى العراق".

والكتاب الصادر عن دار نشر "ديوى اوى" اتخذ شكل كراسة "لقصاصات الصحف" تصميماً له، وصاحبت الصور تعليقات بخط الأيدى كتبها هؤلاء الجنود بأنفسهم، وشارك فى بحث المادة العلمية له "سارة ساى" وهى طالبة مصرية بريطانية من خريجى جامعة جولد سميث فى لندن.

الصور التقطتها "سكوت" وهى تحاورهم بنفسها واستخدمت كاميرا "هاسيل بليد ٥٠٣" وهى قديمة وبطئية فهى ليست رقمية، بل يلزمها نيجاتيف، وقامت باتخاذ بورتوريهات لهؤلاء المعارضين، فى بيئتهم الطبيعية فجاءت الصور لتوثق أيضاً عن الطبقة العاملة فى محيطها اليومى.

وتقول مؤلفة الكتاب، إن هؤلاء الجنود "القدامى" عارضوا الحرب فى مراحل متعددة من تاريخ الحرب، لذا نجد هناك ما يدل على شعورهم بالغضب ولكن أيضاً هناك شعور بالتحرر من العبئ واستعادة احترام الذات، فكل من هؤلاء، وبعد تشكيكهم فى شرعية الحرب التى شنتها بلادهم أو عارضوا الطريقة التى نفذت بها، قد واجه ما ينتظر الخائن لوطنه من مصير، فمنهم من حوكم، ومنهم من سجن، ومنهم من لاحقه عار الخيانة ومنهم من لفظه محيطه أو عائلته ومنهم من يعانى من اكتئاب بسبب الصدمة فأتت كلماتهم والتى كتبت بخط أيديهم عميقة وثرية بالرفض الذى عاشوه.

فهناك على سبيل المثال "آيدين ديليجو" الذى خدم فى سجن أبو غريب بالعراق والذى شاهد زملائه يقتلون سجناء غير مسلحين.

ديجلو كان عمره ١٩ عاما عندما عايش هذا القتل الأعزل، فتقدم بعد ٤ أشهر بطلب "رفض الخدمة العسكرية"، ورفض الخدمة العسكرية هو حق يعطى للمجند على خلفية معتقداته الفكرية أو الدينية.

ويتحدث الكتاب عن بعض من حاولوا الحصول عن حق "رفض الخدمة"، لكن طلبهم قوبل بالرفض "فاضطروا للامتناع عن الخدمة العسكرية وتمت محاكمتهم، وكتب أحدهم فى الكتاب: "لم أكن ضد السياسة ولكننى لم أكن مُسيسا بشكل كافٍ حينذاك، كنت أعلم أن ما يحدث كان هراء".

أما "سام" وهو ممن يدينون بشكل شديد بالعقيدة العسكرية، فيقول إنه شعر أن ما يحدث فى العراق خطأ ويجب تغييره فكتب يقول: "يُعرّف المجند بأنه شخص يطيع الأوامر ربما حتى قد تُأمر بموتك، لكن يجب أن تطيع الأوامر ولكننى شعرت أننى اختبرت كإنسان، وإننى سوف ارسب إن لم أكن تحدثت وأعربت عن رفضى".

ومن اللافت للنظر، أن الأغلبية العظمى ممن حاورتهم جو سكوت هم من الجنود الأمريكيين، لكنها حاورت جندى بريطانى واحد، وتبرر "سكوت" ذلك قائلة: "أن هناك مزيد من الحرية فى الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحديث عن العصيان الحربى أو انتقاد الحرب"، ففى بريطانيا مازال نادرا سماع هذا النوع من الانتقاد.. وتبدو "سكوت" محققة فى قولها هذا، فالحركات المناهضة للذهاب للتجنيد فى الولايات المتحدة هى حركات كبيرة ويعود تاريخها لوقت الحرب على فيتنام مثل حركة "المحاربين القدامى من أجل السلام" على عكس الوضع فى المملكة المتحدة، إلا أن بين جريفين، وهو أحد من حاورتهم سكوت فى كتابها قام مؤخراً بتأسيس حركة "المحاربة القدامى من أجل السلام" فى بريطانيا للمرة الأولى.




















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة