محمد درويش يكتب: مشروع إقليم قناة السويس وموازين النهضة

من البديهى جداً أن مشروع النهضة هو مشروع وهمى وخيالى ووعد كلامى لمرحلة مؤقتة، تتنافس الأيام يوماً تلو الآخر لتثبت أنه مشروع غير قابل للتنفيذ من الناحية العملية.

لكن يأتى مشروع تنمية إقليم قناة السويس ليقلب موازين مشروع النهضة بشكل سيُعَد إنجازاً حقيقياً لا يحتاج إلى كتابٍ ليُطبع أو حزبٍ يمنينٍ ليتكلم عنه، ولكن سيشعر المواطن المصرى العادى به فور الانتهاء من تنفيذه نظراً لتوفيره فرص عمل كبيرة نسبياً تصل إلى مليون فرصة عمل، إضافة إلى أنه سيؤدى إلى زيادة الدخل القومى المصرى مما يُحقق انتعاشاً طفيفاً للجنية المصرى الذى لم ير الانتعاش منذ أن أُصدر.

مشروع تنمية إقليم قناة السويس سيحول إقليم القناة ككل إلى مركز لوجيستى عالمى مُتكامل اقتصادياً وعمرانياً، ولمن لا يعرف معنى كلمة لوجستى "اللوجستية" تعنى علم "السّوقِيات" بمعنى أنه نظام إدارة تدفق البضائع والطاقة والموارد ويختص هذا النظام التطبيقى بتجميع المعلومات والنقل والجرد والتخزين والمعالجة المادية والتغليف، واللوجستية بتطبيقها على خط القناة ككل يحولها إلى منطقة صناعية عالمية كبرى تُدار بأيدٍ مصرية، مما سيمثل نهضة حقيقية جاءت لتحل محل النهضة الوهمية التى خُدع الشعب بها.

وتُثار فى وسائل الإعلام التى تتبنى فكرة المعارضة بعض المخاوف من تنمية إقليم قناة السويس ولأول مرة فى حياتى أرى كلمة التنمية تجلبُ مخاوفاً، ومن هذه المخاوف الوهمية "إنها سوف تنتزع الإقليم من السيادة المصرية وستجعل الإقليم بمثابة دولة داخل الدولة وستعطى حق انتفاع لإحدى الدول بنسبة 99% من إجمالى دخل القناة"، وبالطبع هذا الكلام لا يسمن ولا يغنى من جوع، لأن مؤسسة قناة السويس هى مؤسسة مصرية تخضع للوائح والقوانين المصرية وتمنيتها لا تعنى أبداً خروجها من السيادة المصرية.

مشروع تنمية إقليم قناة السويس، وفقاً للدراسة المعلنة، سوف يُحقق دخلاً بمقدار عشرين ضعف ما هو عليه الآن وهو سيعد وثبة حقيقة لتنمية سيناء التى تم إهمالها لسنين كثيرة، وهو أيضاً سيمثل داعماً أساسياً من دواعم الاقتصاد المصرى لاحقاً، ولو تم استغلال هذا المشروع الاستغلال الأمثل سوف يقضى على نسبة كبيرة من البطالة فى مصر.

مصرنا الحبيبة بها الكثير من مصادر الخير لكن انشغالنا بأمور سياسية زائفة وجمع مليونيات لنصرة أشخاص وأحزاب لن تحرك ساكناً لقطار التنمية، ووجب علينا نحن، المصريين، جمع مليونيات للوطن فقط، فالمرحلة الحالية صعبة وكل تقدم وتطور بها يمثل عائقاً لأن المخططات الهادفة لتدمير الوطن تزداد ولكن يأبى المصريون إلا التطور والنهوض والرفعة والكرامة.