محافظون يهاجمون الرئاسة بسبب الحركة الجديدة.. محافظ الجيزة: التغيير حاليا يؤثر سلبا على التنمية ونجاح المحافظ يستلزم أربعة أشهر.. محافظ الأقصر: الحركة الجديدة لا قيمة لها قبل الانتخابات البرلمانية

فى ظل مناقشات الرئيس محمد مرسى ورئيس حكومته الدكتور هشام قنديل الجارية لإصدار حركة تغييرات جديدة بين المحافظين خلال الأيام القليلة القادمة، شن عدد من المحافظين الحاليين هجوما على الرئاسة والحكومة لسعيهما لتغيير المحافظين فى وقت لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى سيعقبها مباشرة تغيير المحافظين.

وبرر المحافظون هجومهم ورفضهم للحركة، بأنها عديمة القيمة بالإضافة إلى تأثيرها السلبى على التنمية، وذلك لما يتطلبه المحافظون الجدد لفترة زمنية لا تقل عن 4 أشهر للاطلاع ومعرفة ملفات ومشاريع ونقاط الضعف والقوى فى المحافظة التى يتولاها، كما أن التغيير قبل الانتخابات يثير علامات استفهام وتساؤلات فى المجتمع حول أسباب التغيير فى الوقت الحالى، لكن اتفق المحافظون على التغيير بناء على رغبات المحافظين، وليس بناء على رغبة الحكومة فى التغيير فى الوقت الحالى.

قال الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، لـ"اليوم السابع"، إن حركة المحافظين الجديدة فى وقت لم يتبق على الانتخابات البرلمانية سوى أشهر قليلة لن تكون ذات فائدة فى حال وجود محافظين يؤدون عملهم بكفاءة، حيث يستلزم المحافظ الجديد فترة زمنية تتراوح بين شهر إلى أربع شهور، للوقوف على نقاط الضعف والقوى والاطلاع على كافة المشاريع بالمحافظة، وهى فترة أقل من الفترة المتبقية على الانتخابات البرلمانية التى سيعقبها تغيير المحافظين.

وأضاف عبد الرحمن، أنه لا مانع من تغيير المحافظين فى الوقت الحالى، لكن وفقا لرغبة المحافظين، قائلا: "هناك بعض المحافظين الذين يرغبون فى ترك مناصبهم، والبعض الآخر لا يعمل، ففى هذه الحالة التغيير أفضل، لكن التغيير من أجل التغيير فيضر عملية التنمية".

وأكد عبد الرحمن، أن المحافظين الحاليين سيعطون نتائج أفضل من زملائهم الجدد، لأن الوقت خدمهم فى معرفة تفاصيل المحافظة، لكن الجدد لن يمكنهم الوقت من ذلك، لأنهم سيتم تغييرهم عقب الانتخابات البرلمانية.

فيما قال السفير عزت سعد، محافظ الأقصر، إن المحافظين آخر من يعلمون عن تغييرهم أو بقائهم فى المنصب، فهم يعرفون أخبار حركة المحافظين دائما من الصحف، مشيرا إلى أن الوقت غير مناسب لتغيير المحافظين لأن الانتخابات البرلمانية على الأبواب.

وتساءل سعد، هل التغيير للمحافظين سيكون له إضافة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الـ3 شهور قبل الانتخابات البرلمانية، قائلا: "بالطبع لا لأن المحافظ الجديد يحتاج إلى فترة ما بين 4-5 شهور على الأقل لقراءة الملفات، والتعرف على مشكلات المحافظة بالإضافة إلى أن الانتخابات نفسها فى حاجة إلى استعدادات".

وقال عزت، إن أكبر المشكلات التى تواجه أى محافظ هو بناء الثقة بينه وبين المواطن فى محافظته، وهذا يحتاج إلى وقت طويل لن يتاح للمحافظين الجدد، لافتا إلى وجود مجموعة من المحافظين الحاليين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة ويؤدون بشكل جيد.

وأشار سعد أنه شخصيا لا يعرف حركة المحافظين، إلا من الصحافة وأنه آخر من يسأل عنها، فهناك كلام فى الصحف حول هذه الحركة لكنه لا يعلم حقيقته، لافتا إلى أن الانتخابات تحتاج إلى استعدادات لوجستية وأمنية وحركة المحافظين فى هذا الوقت غير مناسبة، لأن المحافظ يحتاج لوقت لمعرفة الملفات المهمة ودراسة شئون محافظته وفهمها من أجل إدارتها.

وأوضح، أن معايير اختيار المحافظين صعبة فى ظل الظروف الحالية وتعقيدات تتعلق بتطلعات الثورة، فالمحافظ بجانب الاحتياجات والفوضى الأمنية يحتاج إلى بناء الثقة بينه وبين المواطن فى محافظته، وأن يقدم القدوة، وأن يكون متواضعاً ومتواصلاً مع الناس لحل الأزمات المختلفة.

فيما قال المهندس أحمد على محافظ الفيوم، إن حركة التعديلات فى المحافظين، يجب أن تتم إذا كان هناك مرض متفش فى المحافظة التى يراد تغييرها، سواء كان ذلك فى انتشار الأزمات وتكرارها بشكل يعجز عنه المحافظ عن حلها أو بناء على رغبة المحافظ فى عدم الاستمرار، أو كانت المحافظة خالية من محافظة.

وأكد على لـ"اليوم السابع" أن المهلة الزمنية المتبقية قبل الانتخابات البرلمانية ليست كافية لكى يعطى المحافظ الجديد، حيث يتطلب عمل المحافظ فترة زمنية 6 أشهر، حتى تتشكل رؤيته الإستراتيجية لذلك وهى مدة غير كافية لتحقيق ذلك قبل الانتخابات البرلمانية للمحافظين الجدد.

وأشار على إلى ضرورة، أن يضيف التغيير الوزارى أو المحافظين شيئا جديدا لصالح المحافظة وأبنائها.

وأكد المستشار ماهر بيبرس، محافظ بنى سويف، أن حركة المحافظين المقبلة التى سيجريها الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية تأتى نتيجة رغبة القوى السياسية لتغيير بعض المحافظين، مؤكدا أن الحركة المقبلة ليست فى محلها، وخاصة أن الانتخابات البرلمانية قادمة على الأبواب، وأن المحافظ يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أشهر، لكى يفهم الملفات داخل محافظته.

وأضاف بيبرس لـ"اليوم السابع" أنه من المتوقع أن تشمل الحركة عددا محدودا من المحافظات، وخاصة المحافظات التى يتواجد بها مشاكل وعلى رأسها المحافظات الحدودية.

وأوضح محافظ بنى سويف، أن الأمور داخل المحافظات تسير بشكل طبيعى، نافيا ما تردد حول تأجيل بعض القرارات من قبل بعض المحافظين، خوفا من تغييرهم فى الحركة المقبلة.

من جانبه أكد يحيى عبد العظيم، محافظ سوهاج، أن حركة المحافظين القادمة، ستضم عددا من العناصر ذات الكفاءة والخبرة، موضحا أن الرئيس مرسى ورئيس الوزراء، يعكفان على اختيار هؤلاء العناصر، وذلك للعمل على القضاء على كافة المشاكل المتواجدة بالمحافظات التى ستشملها الحركة.

وأضاف عبد العظيم، أن توقيت الحركة مناسب، وذلك لوجود بعض المشاكل داخل المحافظات.