يخرج علينا بين الحين والآخر من يتقول لا إرادياً!! إن ما أطلقنا عليه (ثورة يناير) قد أخرجت من الشعب المصرى أسوأ ما فيه، وهو قول باطل بطلاناً مُطلقاً لأنه بُنى على غير أساس..
فمن أخرج إلينا أسوأ ما فينا ليست أحداث يناير التى هى مُجرد أحداث تظاهر فيها المتظاهرين فى مناخ ديمقراطى طلباً لزيادة فى العيش، وبمزيد من الحرية، وتحقيق انفراجة أكبر فى ميزان العدالة الاجتماعية بين الطبقات، إنما من أخرج إلينا أسوأ وأحقر ما فينا هو انعدام الأمن، وانبطاح الدولة، وغياب القانون، الذى خلفته الأحداث المريرة واللعينة..
فليس هُناك شعب مُحترم بذاته، أو مُتقدم بذاته، إنما هى القوانين الفاعلة والفعالة التى تخلق هذا الشعب أو ذاك، فالشعوب مُجرد مجموعات من الأفراد مختلفى الثقافة والعقيدة، ومختلفى الأعمار والطموحات، تحكمهم قوانين أمنية واجتماعية واقتصادية تضع كل فرد فيهم فى موقعه، وعند حدوده، له ما له من حقوق وعليه ما عليه من واجبات، تنتهى حقوقه عند بدايه حقوق الآخرين، وتبدأ واجباته عند انتهاء واجبات الآخرين فى سلسلة من الآليات القانونية التى تحكم الأمور بين أفراد المجتمع وتُحددها بشكل مُيسر آمن محكوم بنصوص عقابية لكل من يتعدى أو يعتدى على حقوق الآخر، ولكل من يهمل فى واجباته!!
ولأن الدولة المصرية الآن فى سبات قاتل عميق، ولأنها أصبحت مُنبطحة انبطاحاً، وعاجزة عجزاً شديداً عن التصرف أمام البلطجية والإرهابيين، ولأن القانون نصاُ وروحاً قد غاب غياب طويلاً، ولأن نصوصه أصبحت غير قادرة على التفعيل، ولأن المحاكم قد رأيناها الآن تُحاصر، والقُضاة يُهانوا.. ولأن أمن الدولة أصبح يُهاجم بالمولوتوف والحجارة، ولأن الدولة أصبحت تُدار كأنها ورشة نجارة أو ورشة حدادة، فقد سُمحَ لأفراد المجتمع أن يُخرجوا أسوأ وأقذر ما فيهم!!
فطالما القانون غائب، طالما الانفلات جائز، وطالما هيبة الشرطة قد ماتت، فقد ماتت هيبة الدولة، وطالما أستسهل أفراد المجتمع إخراج أسوأ ما فيهم طالما يُحقق لهم أهدافهم الخاصة ولو تعارضت مع أهداف الآخرين، وطالما أهل الحكم يحكمون حاملين بين أفكارهم وجنباتهم نوايا سيئة، طالما ساءت نوايا أفراد المجتمع، وأفرزت أسوأ الإفرازات..
ما فيش شعب مُحترم بذاته!!
الشعب يصبح مُحترما بتفعيل القوانين، وبالقبضة الأمنية القوية ضد كل من تُسْول له نفسه أن يفسد أو يبلطج أو يخرج عن السياق العام لحدود الدولة الاجتماعية والقانونية والأخلاقية!!
أما عدا ذلك، فالفوضى هى الحاكمة، وسلملى على القوانين، وعلى أهل الحُكم فى مصر..
سعيد سالم يكتب: خدعوك فقالوا الثورة أخرجت أسوأ ما فينا
الخميس، 23 مايو 2013 10:10 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة