يظهر جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، نادرا للغاية فى مباحثات السلام فى الشرق الأوسط. وهو يرى أن من الممكن أن تحدث مفاجآت فى هذا المجال ويؤيده فى ذلك خبير مفاوضات إسرائيلى. ويقول الخبير الإسرائيلى "مايك هرتزوج" إنه إذا كانت هناك فرصة لإحراز تقدم فى مباحثات السلام المنشودة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فإنه يجب أن تبقى هذه المباحثات سرية.
وقال هرتزوج، فى لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية (دبأ): "لا يصح الإعلان عن قنوات المباحثات ولا عن النقاط الرئيسية للحل السلمى التى تمس عصب الهوية لكلا الشعبين، لأن هذا سيؤدى إلى وقوع كل طرف متفاوض تحت ضغط كبير من الرأى العام ينتهى يمثله لدى الطرف الآخر". وأضاف هرتزوج أن أغلبية الإسرائيليين والفلسطينيين يرغبون فى حل الدولتين إلا أنهم يتشككون فى إمكانية تحقيق ذلك.
وأوضح هرتزوج، الذى شارك خلال العقدين الماضيين فى جميع محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية تقريبا، قائلا: "أفضل الفروض هو وضع الرأى العام المستريب على كلا الجانبين أمام الأمر الواقع بعد نهاية المباحثات ومواجهته بالنتائج النهائية.. هذا ما سنعطيه، وهذا ما سنأخذه، نقطة وانتهى".
وذكر هرتزوج، وهو جنرال إسرائيلى متقاعد، أن من الضرورى إجراء مباحثات علنية بين الجانبين بشأن قضايا فرعية من باب التمويه على الرأى العام، مضيفا القول: "لابد من وجود نوع من اللعب المسرحى لمسايرة الرأى العام، لأنه لو استمرت المباحثات السرية طويلا فسيقع الساسة على كلا الجانبين تحت ضغط وسيوجه إليهم السؤال عن السبب فى حالة عدم الحراك هذه بينهما ولماذا لا يتم اتخاذ فعل من هذا الطرف أو ذاك".
واعتبر هرتزوج أن من الممكن تماما أن ينجح كيرى فى مهمته الهادفة إلى إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، وقال: "إلا أننى أشك فى أن يكون الطرفان حاليا فى وضع يسمح لهما بتنحية النقاط الخلافية جانبا".
وأضاف هرتزوج أنه بدلا من اتباع المبدأ القديم "كل شىء أو لا شىء" أصبح من الأفضل الآن التحرك خطوة بخطوة، موضحا ذلك بقوله: "لابد من إيجاد أرضية للثقة خاصة فى الأمور التى تحظى بتوافق من الطرفين، فهى التى يجب أن تبدأ بها المفاوضات ثم يطبق ما يتم الانتهاء إليه فيها". وقال هرتزوج: "ينبغى أن يتحدث الطرفان عن هذه الأمور، لكنهما للأسف لم يفعلا ذلك على مدار سنين عديدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة