الصراع السورى يمتد إلى لبنان بعد مقتل مسلحين من حزب الله

الخميس، 23 مايو 2013 02:14 م
الصراع السورى يمتد إلى لبنان بعد مقتل مسلحين من حزب الله الاشتباكات فى سوريا – صورة أرشيفية
الهرمل (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد الطرق بشمال شرق لبنان ازدحمت حركة المرور ودوت أبواق سيارات الإسعاف وتحركت عربات مملوءة بالمشيعين وراء نعوش، بينما كانت جماعة حزب الله تعيد مقاتليها الجرحى والقتلى من سوريا إلى لبنان.

ومع عودة جثث القتلى الذين سقطوا فى المعركة الدائرة على الحدود فى القصير، يلوح شبح العنف بلبنان مع اتساع نطاق الصراع بين الرئيس السورى بشار الأسد المدعوم من إيران ومعارضيه السنة، وتشكل مساعى حزب الله لإنقاذ الأسد اختبارا للسلام الطائفى الهش فى لبنان وتهدد بإثارة صراع أوسع نطاقا على السلطة فى المنطقة.

ورغم أن جماعة حزب الله نفت كثيرا تدخلها فى سوريا لدعم الأسد، فقد أرسلت هذا الأسبوع مئات من رجالها للقتال فى بلدة القصير الصغيرة الاستراتيجية أصيب العشرات منهم بجروح وقتل ما يتراوح بين 20 و50 آخرين.

وعادت نعوش القتلى يرافقها مسلحون من حزب الله فى مواكب جنائزية رفعت فيها راية الجماعة الصفراء إلى قرى شيعية فى وادى البقاع بشمال شرق لبنان، مما يقضى على أى تكهنات بشأن دعمها للأسد والأقلية العلوية التى ينتمى إليها.

واستقبلت مستشفيات حول بلدة الهرمل الجرحى ومنع عاملوها الصحفيين من الدخول، مؤكدين أنه "ما من شىء يمكن رؤيته"، لكن لا يخفى أن دائرة الحرب قد اتسعت.

ومع اشتباك سنة وعلويين فى مدينة طرابلس اللبنانية الساحلية المجاورة فى أعنف قتال طائفى بالمدينة على الإطلاق يبدو جليا أن وتيرة امتداد العنف إلى خارج حدود سوريا تتسارع.

من جهة أخرى، تصاعدت أعمال القتل الطائفية فى العراق وانفجرت قنابل فى تركيا واستهدفت غارات جوية إسرائيلية فى سوريا أسلحة إيرانية لحزب الله، كل هذا فى الوقت الذى تظل فيه القوى العالمية منقسمة فى سعيها لدفع الطرفين المتناحرين فى سوريا إلى إجراء محادثات سلام.

ويرى رامى خورى من الجامعة الأمريكية فى بيروت أن تدخل حزب الله فى سوريا يهدد بنتائج عكسية على لبنان، بل قد يذكى حربا إقليمية. وقال، "ذلك سيزيد بشكل كبير من احتمال نشوب صراع داخلى لبنانى واسع بين الجماعات الموالية لحزب الله والمناوئة له، مما يضع السنة فى مواجهة الشيعة بصورة عامة، بينما يدفع إلى حرب أخرى كبيرة مع إسرائيل أو مشاركة محتملة فى حرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وسوريا من جهة أخرى".

وتقوم إيران بتسليح حزب الله منذ الحرب الأهلية التى عصفت بلبنان فى الثمانينات، ويفوق تسليح الجماعة تسليح الحكومة اللبنانية، وكذلك مجموعات أخرى مثل السنة والمسيحيين والدروز والفلسطينيين، ولكن دعم الجماعة الشيعية لمساعى الأسد الرامية لقمع الانتفاضة السنية أدى إلى نفور بعض العرب منها بعد أن كانوا يكنون لها الاحترام لمحاربتها إسرائيل على الأقل.

وربما أثارت الجماعة أيضا غضب شيعة لبنان الذين يعولون على حماية حزب الله لهم فى الداخل، ولكنهم لا يرغبون بالضرورة فى الموت فى سبيل إيران فى تناحرها مع قوى عربية وغربية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة