الأزمة فى سيناء ونجاح القوات المسلحة فى تحرير المختطفين كانت محور الجزء الأول من برنامج "جملة مفيدة" الذى تقدّمه الإعلامية منى الشاذلى على "MBC مصر"، حيث تابعت الحلقة كل مستجدات قضية الجنود المختطفين، من قلب الأحداث فى سيناء، وقدمت الحلقة فى الجزء الثانى حوارا خاصا جدا مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى احتفالا بعيد ميلاده الخامس والسبعين.
أكد السفير إيهاب فهمى – المتحدث باسم الرئاسة - أن عملية تحرير الجنود السبعة المختطفين فى سيناء تمت بلا أى صفقات، مؤكدا أن الخاطفين لن يفلتوا من العقاب رغم أن العملية تمت بلا نقطة دماء.
وقال فهمى، فى اتصال هاتفى لـ"جملة مفيدة": "لا احتكار للنجاح، لأنه بالطبع النجاح هو لمصر، ولكرامتها وهيبتها، ومؤسسات الدولة جميعها حرصت على التأكيد عليه، عملية تحرير الجنود كانت تحت قيادة موحدة بين الرئاسة والمخابرات العسكرية والقوات المسلحة وغيرها من الجهات المعنية، كلها تعاونت لتحقيق الهدف الذى أثلج صدور جميع المصريين".
وأضاف: "كانت هناك محددات رئيسية كانت حاكمة لإدارة الأزمة منذ اللحظة الأولى، وكانت تتمثل فى سرعة إعادة الجنود مع الحفاظ على أرواحهم ودون إراقة نقطة دماء واحدة من أهل سيناء، مع عدم قبول أى تنازلات للخاطفين، وهو ما تحقق".
وشدد فهمى على أن عملية محاربة الإرهاب مستمرة فى سيناء، وقال: "العملية العسكرية مستمرة، وهى بدأت بالفعل منذ إطلاق سراح الجنود، ولم تنته عند هذا الحد، والقوات المسلحة والشرطة تواصل عملها على الأرض، وجار اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الرادعة، وستكون كفيلة بأن تردع أى شخص تسول له نفسه بأن يعبث بأمن الوطن".
ومن جانب آخر قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودى إن تحالف جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى كان بداية للمشاكل التى تعيشها مصر الآن، مشيرا إلى أن الثوار تعرضوا للخديعة، وهم الآن فى مرحلة البحث عن استرداد الثورة.
وأضاف الأبنودى، خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة": "جاءتنا مصائب الدنيا حينما تحالف المجلس والإخوان، مع احترامى لكل من فى المجلس وتاريخهم، ولكنهم لم يحترمونا، وأطراف كثيرة بعد ذلك دخلت فى المؤامرة غير المجلس والإخوان، حيث نرى بعض الدول العربية، وأعداءنا إسرائيل وأمريكا، حينما نتأمل الصورة ندرك أننا كنا مثل أطفال فى العيد الذين فرحوا بالملابس الجديدة، واكتشفنا بعد ذلك أنها قديمة".
وتابع: "اكتشفنا أننا "مضحوك" علينا، وكانت هذه لطمة شديدة ودرس عميق، جعلنا نبحث عن استرداد الثورة بكل الحواس".
ورغم علاقته الطيبة التى جمعته برموز جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى أصبح من أكثر معارضى سياستهم، حتى إن البعض توقع أن يتم التحقيق معه بتهمة إهانة الرئيس، وأشار عبد الرحمن الأبنودى –خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة": "الموضوع هو قضية مصر، حتى الآن لا الإخوان ولا السلفيين يشتمونى، رغم كل ما أقوله، لأنهم يعرفون ما فعلته، ولكن انحراف سلوكهم فى مصر يجعل واجبى أن أحذر".
وأضاف: "لم أتضايق لاختيار الرئيس مرسى فى الانتخابات، لأن هذا كان اختيار الشعب، ولكن منطق الثورة سلوك الحكام فيما بعد، لماذا أتضايق؟، صحيح لم أنتخبه، ولكن هذا ما اختاره الشعب، والتجربة الثورية تقلب الأرض، وتخرج النبات الحقيقى، ما حدث أن الأرض وضعت فيها مبيدات أهلكتها، ورأينا الحاكم وزمرته فى جانب، والشعب المصرى فى جانب آخر".
وتابع: "كرّهونا فى حماس، وفى القضية الفلسطينية، الشباب لا يستطيع التفرقة بين حماس والقضية الفلسطينية، السلوك جعل قيم الانتماء ومحبة الوطن قلبت بكُره شديد، وهذا الكره ربنا يحمينا منه".
"الباطل كاسر عين الحق"، جملة لخص بها الشاعر عبد الرحمن الأبنودى رؤيته للأوضاع فى مصر حاليا، حيث أشار إلى أن الأوضاع انقلبت رأسا على عقب، وقال إن من سرق البلد يدخلها بمصحف، والثائرون يتم قتلهم ووضعهم فى السجون.
وأكد الأبنودى أنه وقع على استمارة حملة "تمرد" التى تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، وقال: "طبعا مضيت، من أجمل القيم الموجودة فى الدنيا، الآن الإخوة الإسلاميين يحاولون أن يظهروا الحملة على أنها خروج على الحاكم، ولكن لولا التمرد لم يكونوا على الكراسى، هم خطفوا تمردنا، وعملوا به، وحصلوا به على المناصب، ويتكملون ببجاحة ويشتمون الثوار زهرة مصر".
وأضاف: "بعض الشيوخ كانت لهم صلات بأمن الدولة ويقبضون أجر الخطبة منهم، ولكن الآن يشتمون الثوار، أنا لم أر فى الدين سبابا ولا شتائم، وتصرفاتهم تهز معتقدات الشباب أنفسهم".
وتابع: "الآن من سرق البلد ومن يرتكب جريمة يدخل البلد بمصاحف، ويضعه فى عين القاضى، أما الشباب الحى فيصطادونهم مثل اليمام، ومن لم يقتلونه يضعونه فى السجن مثل دومة، بينما من لطم الفتاة فى المقطم خرج بكفالة 500 جنيه.
وقال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى إن سمعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لا تمس فى صعيد مصر، رغم أن فلاحى الصعيد لم يستفيدون مثلما استفاد فلاحو الدلتا، مشيرا إلى أن الأرض التى حصلت عليها عائلة الرئيس محمد مرسى هى التى جعلت منه رئيسا.
وأكد الأبنودى أن الشعب المصرى لم يهزم فى النكسة رغم هزيمة الجيش، وقال: "أيام النكسة كان يحكمنا زعيم وطنى، هزم نعم، لكن نحن لم نهزم، كانت الحالة الوطنية رائعة، ولكننا الآن فى ظروف سيئة، الرجل يقتل ابنته والبنت تقتل أبيها، والناس تفشت فيها الخيانة، والجوع انتشر، وما أخشاه أن يقوم هؤلاء بثورة لا تفرق بين أحد، تطيح بالإخوان وتطيح بنا معهم".
وسخر الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى من كتاب "إنجازات الرئيس محمد مرسى"، وقال إنه لم يحكم وكان له إنجازات أكثر منه، وقال الأبنودى –خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة": "لا توجد إنجازات إن جاز الأمر، أنا الذى لا أحكم، لدى إنجاز أكثر منهم".
وشكك فى الأرقام التى تشير إلى زيادة محصول القمح، وقال: "لا أصدق أن محصول القمح زاد، ولكنى أصدق المتخصصين الذين يقولون لا، هم كلامهم معقول".
وأضاف: "كل ما يحزننى فى هذا الموضوع هو الرجل الذى حصدوا له "غيطه" ووضعوا السجادة الحمراء على المحصول أثناء خطاب الرئيس الشهير فى حقل القمح".
وكانت قناة MBC مصر قد طرحت استفتاء لعشاق القصائد المغنّاة للشاعر عبد الرحمن الأبنودى، وبه قائمة مما غناه عمالقة الطرب فى الوطن العربى وشمل الاستفتاء19 أغنية لكل من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ووردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، ماجدة الرومى، وفايزة أحمد، وصباح، وتنوعت كلمات الأبنودى فيها ما بين رومانسى ووطنى، بلغة مصرية عذبة وجميلة.
وحازت أغنية "أنا كل ما أقول التوبة" التى غناها العندليب على أكثر الأصوات، واختارها الجمهور بنسبة 22.4 %، وتلتها أغنيات "عدى النهار" و"أحلف بسماها وبترابها" للعندليب أيضا، بتصويت متساو بلغ 15.3 %. ثم "عيون القلب" لنجاة الصغيرة بـ 14.2 %.
عدد الردود 0
بواسطة:
الأبنودى أصبح مغيباً
الأبنودى أصبح مغيباً
الأبنودى أصبح مغيباً